اهم المباريات
شاهد كل المباريات
آخر الأخبارالأنديةالأهليالزمالك

إمام عاشور وكهربا بين السوشيال ميديا والميدان.. هل يستطيع الأهلي أن يضبط سلوكهما؟

في عالم كرة القدم، يظل الحديث عن اللاعبين الذين يثيرون الجدل جزءًا لا يتجزأ من حياة الأندية الكبرى، هؤلاء اللاعبون الذين تتراوح مسيرتهم بين الإبداع على أرض الملعب والمشاكل خارجها، أصبحوا جزءًا من الحكايات التي يتداولها الإعلام والجماهير، وفي الوقت الذي يُتوقع فيه أن يلتزم اللاعبون بمعايير الاحتراف والانضباط، يظهر بعضهم على الساحة ليُثير تساؤلات عن دورهم الحقيقي داخل الفريق ومدى تأثير سلوكياتهم على نجاحاتهم الشخصية والجماعية.

من بين هؤلاء اللاعبين الذين أثاروا الجدل في الفترة الأخيرة، يأتي أمام عاشور ومحمود كهربا، لاعبان انضما للنادي الأهلي في لحظات حاسمة من مسيرتهما الكروية، وعلى الرغم من موهبتهما الكبيرة، إلا أن سلوكهما داخل النادي الأحمر لم يكن دائمًا في أفضل حالاته، سواء كان اعتراضًا على قرارات فنية أو مشكلات مع الإدارة، فإن تصرفاتهما أصبحت محل اهتمام بين الجماهير والمحللين على حد سواء.

والسؤال الذي يطرحه الكثيرون هو: هل سيصبح أمام عاشور وكهربا مجرد لاعبين آخرين يُضافون إلى قائمة الأسماء التي ارتبطت بالجدل والمشاكل، أم سيكونان قادرين على نحت اسم جديد في تاريخ الأهلي بعيدًا عن هذه الصورة السلبية؟ هل سيبقيان على نفس النهج الذي اتبعته بعض الأسماء الشهيرة مثل صالح جمعة وإبراهيم سعيد، أم سيكون لديهما القدرة على العودة إلى الطريق الصحيح؟

البداية مع الأهلي.. محطة جديدة لمشاكل قديمة؟

عندما انتقل إمام عاشور إلى الأهلي، كان الانتباه منصبًا على قدراته الفنية وعلى الشكل الذي سيقدمه مع الفريق الأحمر، لكن لم يمضِ الكثير من الوقت قبل أن يظهر إمام عاشور في موقف مثير للجدل، إذ رفض عدم المشاركة في مباراة ستاد أبيدجان في دوري أبطال إفريقيا، وأعرب عن اعتراضه الواضح على عدم اختياره للعب.

لكن ما يثير الانتباه هو أن إمام عاشور، مثل العديد من اللاعبين في الوقت الحالي، يبدو مهتمًا بالسوشيال ميديا أكثر من اهتمامه بما يحدث على أرض الملعب، ومن الواضح أنه يفضل البقاء في دائرة الضوء الإعلامي، سواء عن طريق مقاطع الفيديو التي يشاركها على حساباته الشخصية أو التصريحات المثيرة للجدل التي قد تثير الجدل أكثر من إثارة الانتباه لمستواه الفني، هذا الأمر لا يتناسب مع القيم التي يعززها النادي الأهلي والذي يُعرف دائمًا بالانضباط والاحترافية. إذا كان أمام عاشور يطمح للانضمام إلى نادي بحجم الأهلي، عليه أن يتخلى عن هذه التصرفات ويضع أولوياته في مكانها الصحيح.

كهربا.. هل هو مجرد لاعب مشاكل؟

أما محمود كهربا، فالقصة تختلف قليلاً، فهو انتقل إلى الأهلي، وسط أجواء مشحونة ومتقلبة، حيث ترك الزمالك في فترة حساسة مليئة بالمشاكل والجدل حول سلوكه داخل النادي، في الأهلي، لا يزال كهربا في دائرة الضوء بسبب تصرفاته، وكان آخرها اعتراضه على عدم مشاركته في مباراة السوبر المصري ضد سيراميكا، وهو الموقف الذي تسبب في تغريمه مليون جنيه من قبل النادي، موقفه هذا أثار ضجة كبيرة، حيث كان يُتوقع منه الالتزام الكامل بالقرارات الفنية والتدريبات، خصوصًا أنه انضم إلى الفريق من أجل تحسين مستواه والعودة إلى المنافسة على الألقاب.

لكن كهربا لا يختلف كثيرًا عن أمام عاشور في نقطة واحدة، وهي التفاعل مع الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، فبينما يحاول أن يكون “نجم السوشيال ميديا”، يضع نفسه في مواقف محرجة قد تؤثر على علاقته بالإدارة والجماهير على حد سواء. ورغم موهبته الكبيرة، إلا أن سلوكياته خارج الملعب قد تؤثر على مستقبله الكروي، ولعل الأهلي هو النادي الوحيد الذي بإمكانه تعديل سلوك كهربا، نظرًا لثقافة الاحتراف والالتزام التي يسعى النادي دائمًا لتطبيقها على لاعبيه

الأهلي.. النادي الذي يصنع قيمة للاعبين

ما يميز الأهلي عن غيره من الأندية هو أنه لا يكتفي فقط بتطوير اللاعبين على المستوى الفني والبدني، بل يعمل على بناء شخصياتهم وجعلهم جزءًا من ثقافة الفريق التي تتسم بالانضباط والتفاني، يُعتبر الأهلي مصنعًا للقيم والمبادئ الرياضية، والنادي الذي يقوده تاريخ طويل من النجاحات والإنجازات القارية والمحلية، لذا، عندما يواجه اللاعبون مثل إمام عاشور وكهربا تحديات تتعلق بالانضباط، فهم في النهاية أمام اختبار حقيقي لتغيير مسارهم.

أولًا، يجب على هؤلاء اللاعبين أن يدركوا أن النادي الأهلي هو من يعزز قيمتهم الحقيقية في كرة القدم، وليس العكس، فبمجرد أن يرتدي أي لاعب القميص الأحمر، فإن له تاريخًا طويلًا من الإنجازات خلفه، ويُتوقع منه أن يضيف إليه من خلال الانضباط والتركيز الكامل، النادي لا يقبل أن يكون لاعبوه مصدرًا للمشاكل أو يساهموا في أي جدل يعرقل مسيرة الفريق، هذه هي النقطة التي قد تُشكل الفارق بين لاعب يتألق داخل الأهلي وآخر يضيع فرصته بسبب تصرفاته غير المنضبطة.

مقارنة مع صالح جمعة وإبراهيم سعيد.. فشل الاحترافية

إذا نظرنا إلى حالة اللاعبين السابقين مثل صالح جمعة وإبراهيم سعيد، نجد أن كلاهما كان يمتلك موهبة كبيرة ولكن سلوكياتهما جعلت مسيرتهما تضيع، صالح جمعة، على سبيل المثال، كان يمتلك مهارات فنية رائعة، لكنه فشل في الالتزام بتعليمات الجهاز الفني، وارتبط اسمه دائمًا بالحديث عن خلافات مع المدربين، أما إبراهيم سعيد، فقد كان أحد أبرز لاعبي مصر في جيله، ولكنه فشل في تجاوز مشاكله مع الأندية والمدربين بسبب سلوكياته التي كانت تثير الجدل. هذان المثالان يجب أن يكونا درسًا لجميع اللاعبين الذين ينتمون إلى الأندية الكبرى مثل الأهلي، حيث يُتوقع منهم الالتزام الكامل والانضباط، أو سيكون مصيرهم مشابهًا لمصير هؤلاء اللاعبين.

هل سيحدث التغيير؟

نعود إلى السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيستطيع إمام عاشور وكهربا تغيير مسارهم في الأهلي؟ بالتأكيد، إذا قررا أن يضعا هدفًا واحدًا نصب أعينهم: أن يكونا جزءًا من تاريخ النادي ويقدما أفضل ما لديهما داخل الملعب، عليهما أن يدركا أن الأهلي هو من يصنع قيمة اللاعبين، وليس العكس، وإذا كانا يرغبان في البقاء ضمن صفوف الفريق الأحمر، يجب أن يتنازلا عن سلوكياتهما المثيرة للجدل ويضعا تركيزهما بالكامل على كرة القدم فقط.

وفي النهاية، يبقى السؤال مفتوحًا: هل سيتعلم اللاعبان الدرس في الوقت المناسب، أم سيستمران في اتباع نهج صالح جمعة وإبراهيم سعيد، حيث تظل مشاكلهم هي السمة الغالبة على مسيرتهم؟

زر الذهاب إلى الأعلى
يلا لايف yalla live