الأهلي في عهد كولر.. هيمنة محلية وتألق قاري رغم الكبوات
عندما تولى السويسري مارسيل كولر مسؤولية القيادة الفنية للنادي الأهلي، كانت التحديات كبيرة والطموحات أكبر. فقد ورث فريقًا يبحث عن استعادة هيبته المحلية والقارية، ومشجعين لا يرضون سوى بالقمة. وبكل حنكة وشغف، نجح كولر في تقديم كرة قدم متوازنة تجمع بين الصلابة الدفاعية والهجوم الكاسح، ليترك بصمته في تاريخ النادي خلال 141 مباراة مثيرة.
إنجازات وأرقام قياسية تحت قيادة كولر
منذ تعيينه مديرًا فنيًا، قاد كولر الأهلي في 141 مباراة، حقق خلالها 98 انتصارًا، بنسبة نجاح تجاوزت 69%. هذه الانتصارات لم تكن مجرد أرقام، بل جاءت مع أداء ممتع أحيانًا وحاسم في أحيان أخرى. سجل الفريق 260 هدفًا، مما يعكس قوة هجومية ضاربة، في حين اهتزت شباكه 84 مرة فقط، بفضل تنظيم دفاعي صلب ومنظومة متكاملة.
الدفاع الصلب.. شباك نظيفة عنوان التألق
نجح الأهلي في الحفاظ على شباكه نظيفة في 79 مباراة، ما يعكس الدور الكبير لحراس المرمى والدفاع، بالإضافة إلى النهج التكتيكي الصارم الذي فرضه كولر. هذه الصلابة الدفاعية كانت عنصرًا أساسيًا في تتويج الفريق بعدة بطولات محلية وقارية.
لحظات تاريخية.. بين الانتصارات الساحقة والهزائم القاسية
كان الفوز الكاسح على شباب بلوزداد الجزائري بنتيجة (6-1) من أبرز المحطات في مسيرة كولر مع الأهلي، إذ أظهر خلالها الفريق تفوقًا هجوميًا ساحقًا وأداءً لا يُنسى. على الجانب الآخر، كانت الهزيمة أمام ماميلودي صن داونز بنتيجة (5-2) لحظة قاسية، لكنها لم تُضعف عزيمة الفريق أو الروح التي زرعها المدرب السويسري.
التوازن بين الأداء والنتائج
نجح كولر في تحقيق توازن بين النتائج الإيجابية والأداء المقنع. ورغم تعرضه لـ16 هزيمة و27 تعادلًا، أثبت الفريق تحت قيادته قدرته على العودة بقوة في الأوقات الصعبة.
الخلاصة
يُعتبر كولر نموذجًا للمدرب الذي يجمع بين الفكر التكتيكي والانضباط، ما أهّله لتحقيق هذه الأرقام المذهلة مع الأهلي. ورغم بعض العثرات، فإن إرثه مع القلعة الحمراء يبقى غنيًا بالإنجازات واللحظات التي لن تُنسى. الآن، بات السؤال: ما هي الخطوة التالية لهذا المشروع الطموح تحت قيادته؟