اهم المباريات
شاهد كل المباريات
آخر الأخبارالأنديةالأهليالزمالك

القاضية ممكن.. لحظة لا تُنسى في تاريخ كرة القدم المصرية

في ليلة 27 نوفمبر 2020، توقف الزمن في مصر والقارة الأفريقية عند تلك اللحظة، عندما دوّت كلمات المعلق التونسي عصام الشوالي: “القاضية ممكن.. القاضية ممكن!”، لتُصبح واحدة من أكثر العبارات شهرة في تاريخ الكرة المصرية، كان المشهد في ستاد القاهرة الدولي ملحميًا، حيث التقى قطبا الكرة المصرية، الأهلي والزمالك، في نهائي القرن الأفريقي لدوري أبطال أفريقيا، في مباراة حملت من الإثارة والتشويق ما جعلها خالدة في ذاكرة الجماهير.

نهائي القرن.. صراع بين الكبار

في واحدة من أقوى المباريات التي شهدتها القارة السمراء، تواجه الأهلي والزمالك في نهائي استثنائي جمع بين فريقين مصريين لأول مرة في تاريخ البطولة، على أرضية ستاد القاهرة الدولي، ووسط أجواء مشحونة بالتوتر والحماس، كان الموعد مع سهرة كروية لا تُنسى.

بدأت المباراة بسرعة وإثارة، حيث افتتح الأهلي التسجيل مبكرًا عن طريق عمرو السولية في الدقيقة الخامسة، مما أشعل الأجواء داخل الملعب، ولكن الزمالك، كما هي عادته في مواجهات القمة، لم يستسلم، ليُعادِل محمود عبد الرازق “شيكابالا” النتيجة في الدقيقة 31 بهدف أسطوري راوغ فيه دفاع الأهلي وسدد كرة قوية سكنت الشباك.

القاضية ممكن.. الهدف الذي حسم القمة

مع اقتراب صافرة النهاية، بدا أن المباراة تتجه نحو الأشواط الإضافية، حتى جاءت اللحظة التي غيّرت كل شيء. في الدقيقة 85 و45 ثانية، استقبل محمد مجدي “أفشة” كرة على حدود منطقة الجزاء، ليرسل قذيفة لا تُصد ولا تُرد إلى شباك الزمالك. انفجرت المدرجات الافتراضية (في ظل غياب الجماهير بسبب جائحة كورونا) بصيحات الفرح من جماهير الأهلي، في حين غرق مشجعو الزمالك في حسرة لا مثيل لها.

عبّر عصام الشوالي، بصوته الذي صار جزءًا من تلك الذكرى، عن اللحظة قائلاً: “القاضية ممكن.. القاضية ممكن.. أي قذيفة جاءت يا باتشيكو.. هو ولدنا.. هو 19، هو ولدنا أفشة.” لتُصبح هذه العبارة عنوانًا خالدًا لهذه الليلة التاريخية.

تاريخ يُعاد كتابته

حقق النادي الأهلي بهذا الفوز لقبه الأفريقي التاسع، ليُعزز مكانته كأكثر الأندية تتويجًا بلقب دوري أبطال أفريقيا، وجاء هذا الإنجاز بعد سبع سنوات من الغياب عن التتويج بالبطولة، حيث كان آخر لقب في موسم 2012-2013، لكن انتصار “القاضية ممكن” لم يكن مجرد بطولة عادية؛ بل كان نقطة تحول في تاريخ الأهلي، الذي استعاد بريقه وهيبته على الساحة القارية.

ومنذ ذلك الحين، أصبح الأهلي أكثر إصرارًا على فرض هيمنته على القارة، وأضاف ثلاثة ألقاب أخرى إلى خزائنه في نسخ (2020-2021)، (2022-2023)، و(2023-2024)، ليوسع الفارق بينه وبين أقرب منافسيه، الزمالك ومازيمبي، إلى سبعة ألقاب كاملة.

أفشة.. البطل الذي سطر اسمه بحروف من ذهب

محمد مجدي “أفشة”، الذي أصبح أيقونة لجماهير الأهلي بعد هذا الهدف، أهدى فريقه وجماهيره فرحة لا تُنسى. الهدف لم يكن مجرد تسديدة؛ بل كان رمزًا للروح القتالية والإصرار الذي يميز النادي الأهلي عبر تاريخه، ومنذ تلك اللحظة، بات أفشة من أبرز نجوم الفريق، وحظي بتقدير كبير من جماهير الكرة المصرية بشكل عام.

مشوار الأهلي في البطولة الحالية

اليوم، يستمر الأهلي في تقديم عروض قوية في دوري أبطال أفريقيا تحت قيادة السويسري مارسيل كولر، بدأ الفريق مشواره في نسخة هذا العام بانتصارات مميزة، حيث تفوق على جورماهيا الكيني ذهابًا وإيابًا بنتيجة 3-0، قبل أن يحقق فوزًا كبيرًا على فريق إستاد أبيدجان الإيفواري بنتيجة 4-2. تبدو أحلام الجماهير مشتعلة لتحقيق لقب جديد يُضاف إلى سجل إنجازات النادي.

القاضية ممكن.. أكثر من مجرد لحظة

في النهاية، لم يكن هدف أفشة مجرد هدف عادي، ولم تكن كلمات الشوالي مجرد تعليق عابر؛ بل كانت تلك اللحظة تجسيدًا لكل معاني الإثارة في كرة القدم. أصبحت “القاضية ممكن” رمزًا للنجاح، للروح القتالية، وللإيمان حتى الرمق الأخير. ستظل تلك الليلة محفورة في الذاكرة، ليس فقط لجماهير الأهلي، بل لكل عشاق كرة القدم المصرية والأفريقية.

ففي كرة القدم، هناك لحظات تتجاوز حدود الملعب لتُصبح أسطورة، و”القاضية ممكن” بلا شك واحدة من تلك اللحظات التي ستعيش إلى الأبد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
يلا لايف yalla live