“جدو.. أيقونة البديل الذهبي يطوي صفحة المجد في ذكرى اعتزاله”

“حينما تُسدل الستائر على فصلٍ ملهم في كتاب كرة القدم، يبقى النجم الذي أضاء المسرح خالدًا في الذاكرة”، بهذه الكلمات يمكننا استحضار ذكرى اعتزال محمد ناجي جدو، اللاعب الذي أسعد قلوب المصريين وصنع لحظاتٍ خالدة في تاريخ الساحرة المستديرة. زى النهارده، في 10 يناير 2021، أعلن “السهم الذهبي” اعتزاله كرة القدم بعد مسيرة حفرت اسمه بحروف من ذهب في قلوب الجماهير.

البداية البسيطة.. من حوش عيسى إلى دمنهور

بدأ جدو رحلته مع كرة القدم في سن السابعة عشرة بمركز شباب حوش عيسى، لتبدأ الموهبة تتبلور وتلفت الأنظار. انضم إلى نادي دمنهور مقابل 5 آلاف جنيه، ومنها انطلقت أولى خطواته نحو المجد.

الانطلاقة إلى الأضواء

الظهور الحقيقي لجدو جاء مع الاتحاد السكندري في موسم 2005-2006، حين انضم إلى “زعيم الثغر” مقابل 350 ألف جنيه. هناك، بدأت موهبته الفذة تتحدث بلغة الأهداف، ليصبح لاعبًا لا يُستهان به في الدوري المصري.

اللحظة الذهبية.. أسطورة أنجولا 2010

تحولت حياة جدو في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2010 بأنجولا. حينها، قرر المدرب حسن شحاتة ضمه لمنتخب مصر على حساب أحمد حسام ميدو. جدو كان الورقة الرابحة، حيث سجل خمسة أهداف مذهلة، جميعها كبديل، ليصبح هداف البطولة ويقود مصر للتتويج باللقب القاري. هذه اللحظات جعلته حديث الصحف العالمية ومنحته مكانة خاصة في قلوب الجماهير.

الانتقال إلى القلعة الحمراء

بعد صراعٍ بين الأهلي والزمالك على ضم جدو، اختار اللاعب الانضمام للنادي الأهلي في صيف 2010. تألق جدو في موسمه الأول وسجل أهدافًا حاسمة، وساهم في تحقيق العديد من البطولات، أبرزها دوري أبطال أفريقيا 2012، عندما سجل هدفًا ذهبيًا في نهائي البطولة أمام الترجي التونسي.

تجربة الاحتراف في إنجلترا

في عام 2013، خاض جدو تجربة الاحتراف مع هال سيتي الإنجليزي في دوري “الشامبيونشيب”. سجل خمسة أهداف في 12 مباراة، قبل أن تعيقه الإصابة عن استكمال التألق، ليعود مجددًا إلى الأهلي في 2014.

سنوات النضوج والإصابات

عانى جدو في مواسمه الأخيرة مع الأهلي من الإصابات التي أثرت على مستواه، مما دفعه للرحيل إلى الإنتاج الحربي ثم المقاولون العرب والجونة. رغم ذلك، استمر في تقديم لمحات من مهاراته التي أبهرت الجماهير.

الاعتزال وإرث خالد

في 10 يناير 2021، أعلن جدو اعتزاله عبر تغريدة مؤثرة، كتب فيها:

“أشعر أن هذا هو الوقت المناسب للاعتزال، الحمد لله حظيت بمسيرة رائعة كانت أكبر مما كنت أتخيل. ممتن جدًا لكل لحظة.. الآن جاهز للرحلة الجديدة في حياتي.”

الإنجازات التي لا تُنسى

مع المنتخب المصري:

الفوز بكأس الأمم الأفريقية 2010 (هداف البطولة بـ5 أهداف).

مع النادي الأهلي:

الدوري المصري الممتاز.

كأس مصر.

دوري أبطال أفريقيا 2012.

السوبر الأفريقي.

كأس السوبر المصري.

لحظات إنسانية مؤثرة

من أبرز المواقف المؤثرة في مسيرة جدو تعرضه لفقدان ذاكرة مؤقت أثناء لعبه مع المقاولون العرب بعد إصابة قوية. رغم ذلك، عاد أقوى ليستمر في الملاعب لعدة سنوات أخرى.

ما بعد الملاعب

بعد الاعتزال، بدأ جدو رحلة جديدة في عالم التدريب، حيث يعمل حاليًا ضمن الجهاز الفني لفريق بيراميدز، مواصلًا إلهام الأجيال الشابة بحكمته وخبراته.

يبقى محمد ناجي جدو مثالًا للروح القتالية والعطاء، لاعبًا من طراز خاص حوّل الحلم إلى حقيقة وسطر اسمه بحروف ذهبية في سجلات كرة القدم المصرية. رحل عن الملاعب، لكن ذكراه ستظل خالدة في كل ملعب، وكل قلب عشق كرة القدم.