جنون ميسي يجتاح أمريكا: أرقام تاريخية وجماهير تزحف خلف الأسطورة

منذ لحظة انضمامه إلى إنتر ميامي، لم يعد الدوري الأمريكي مجرد بطولة محلية تقام بعيدًا عن الأضواء العالمية، بل تحوّلت مبارياته إلى مهرجانات جماهيرية، وملعبًا جديدًا لتحطيم الأرقام القياسية، والسبب ببساطة: ليونيل ميسي. النجم الأرجنتيني بات العنوان الأبرز لكل مباراة، والمغناطيس الذي يجذب الآلاف إلى المدرجات، حتى لو لم يسجل أو يصنع هدفًا واحدًا.
المواجهة الأخيرة التي خاضها ميسي أمام كولومبوس كرو كانت خير دليل على هذا “الهوس العالمي”، إذ اضطرت إدارة كولومبوس إلى نقل المباراة من ملعبها الأساسي “لور دوت كوم فيلد” في مدينة كولومبوس إلى ملعب “هانتينجتون بانك فيلد” بمدينة كليفلاند، معقل فريق كليفلاند براونز في دوري NFL. الخطوة جاءت نتيجة التوقعات بحدوث زحف جماهيري غير مسبوق بسبب مشاركة ميسي، ورغم المسافة الكبيرة بين المدينتين، فإن الجماهير لم تتردد.
التوقعات تحققت بل وتجاوزت كل التصورات، إذ سجّلت المباراة حضورًا تاريخيًا بلغ 60,614 مشجعًا، محطمين الرقم القياسي السابق لنادي كولومبوس كرو، والذي كان قد صمد منذ عام 1996 بـعدد 31,550 متفرجًا فقط. الأغرب أن هذا الرقم لم يكن الأول في أسبوعين، فقد شهدت مباراة إنتر ميامي ضد شيكاغو فاير على ملعب “سولجر فيلد” حضورًا هائلًا أيضًا بلغ 62,358 متفرجًا، في مشهد بات يتكرر مع كل ظهور لميسي خارج الديار.
وعلى الرغم من أن “البرغوث” لم يضع بصمته تهديفيًا في تلك المواجهة، فإن زميله الشاب بنجامين كريماتشي، صاحب الـ20 عامًا، تولّى المهمة وسجل هدف الفوز في الدقيقة 30 بضربة رأسية رائعة، كافيًا لمنح إنتر ميامي ثلاث نقاط ثمينة.
الحضور الجماهيري في مباريات إنتر ميامي هذا الموسم ارتفع بمتوسط 23,240 مشجعًا، ما يضع الفريق في صدارة الفرق الأكثر جذبًا للجماهير. وببساطة، يمكن القول إن ميسي لم يغيّر فقط شكل الفريق، بل أعاد تشكيل هوية الدوري الأمريكي بالكامل، وفتح له أبواب العالمية.