أهم المباريات
شاهد كل المباريات
آخر الأخبارالأندية

من قمة المجد إلى قاع التشامبيونشيب.. قصة سقوط ليستر سيتي بين الأحلام والخيبات

من منا كان يصدق أن الفريق الذي دوّن اسمه بحروف من ذهب في سجل الدوري الإنجليزي الممتاز، سيجد نفسه بعد سنوات قليلة يصارع شبح الهبوط مرتين؟ ليستر سيتي، النادي الذي سطر أعظم مفاجآت كرة القدم في موسم 2015-2016 حين توج بلقب البريميرليج، ها هو اليوم يعود إلى مصاف أندية الدرجة الأولى “تشامبيون تشيب”، بعد موسم مخيب آخر في دوري الأضواء. وبين التتويج التاريخي والانهيار المفجع، قصة درامية حافلة بالصعود والهبوط، بالإنجازات والانتكاسات، تحتاج إلى وقفة تأمل في مسيرة فريق أثبت أن كرة القدم لا تعترف بالثوابت.

2015-2016: التتويج المستحيل يتحقق

في موسم لن يُنسى أبدًا، كتب ليستر سيتي فصلاً خرافيًا من تاريخ الكرة العالمية، عندما تُوج بطلاً للدوري الإنجليزي الممتاز لأول مرة في تاريخه. تحت قيادة الإيطالي كلاوديو رانييري، قاد الفريق ثورة كروية حقيقية، ونجح في حصد 81 نقطة، متفوقًا على عمالقة البريميرليج. تألق جيمي فاردي، ونجولو كانتي، ورياض محرز، جعل من “الثعالب” رمزًا للروح القتالية والإصرار.

2016-2019: بين الحلم الأوروبي والاستقرار المحلي

بعد التتويج، دخل الفريق مرحلة مختلفة، حيث شارك لأول مرة في دوري أبطال أوروبا موسم 2016-2017، وبلغ ربع النهائي في إنجاز آخر يُحسب له، قبل أن يقصى على يد أتلتيكو مدريد. في الدوري المحلي، تراجع نسبيًا وأنهى الموسم في المركز 12، قبل أن يستقر في المواسم التالية داخل مراكز الوسط، تحت قيادة فنية متغيرة أبرزها كريج شكسبير وبريندان رودجرز، مع تطور واضح في مستوى بعض اللاعبين.

2019-2021: الصراع على القمة وكأس تاريخي

شهد موسم 2019-2020 صراعًا مثيرًا على المراكز المؤهلة لدوري الأبطال، حيث ظل ليستر في المربع الذهبي لفترة طويلة، قبل أن يتراجع للمركز الخامس في الأمتار الأخيرة. أما في موسم 2020-2021، فقد توج الفريق بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي لأول مرة في تاريخه، بعد فوزه على تشيلسي، في لحظة مجيدة أخرى لجماهير “كينج باور”.

2021-2023: بداية الانهيار والهبوط المدوي

بدأ الأداء في التراجع بشكل ملحوظ خلال موسم 2021-2022، حيث احتل الفريق المركز الثامن، رغم امتلاكه أسماءً قوية. ومع دخول موسم 2022-2023، بلغت الأزمة ذروتها، وهبط الفريق رسميًا إلى “تشامبيون تشيب”، بعد أن احتل المركز 18، في مشهد صادم لكل من تابع تطور ليستر منذ سنوات المجد.

2023-2024: محاولة النهوض وعودة خاطفة

رغم رحيل عدد من النجوم، استطاع ليستر سيتي العودة سريعًا إلى البريميرليج من أول محاولة، بعد تصدره دوري الدرجة الأولى برصيد 86 نقطة تحت قيادة المدرب الإيطالي إنزو ماريسكا. أعاد الفريق ترتيب أوراقه، وقدم موسمًا رائعًا في “تشامبيون تشيب”، بثلاثين فوزًا و86 هدفًا، ليُعلن عن عودة “الثعالب” إلى دوري الكبار.

2024-2025: الإخفاق الثاني.. وسقوط جديد

لكن فرحة العودة لم تدم طويلاً، فمع بداية موسم 2024-2025، واجه الفريق أزمات فنية واضحة تحت قيادة رود فان نيستلروي، وفشل في تأمين البقاء في البريميرليج. ومع بقاء خمس جولات على نهاية المسابقة، تأكد هبوط ليستر للمرة الثانية في غضون ثلاث سنوات، وسط حزن ودهشة من جماهيره التي اعتادت على رؤية فريقها منافسًا لا مستسلِمًا.

خاتمة:

قصة ليستر سيتي بين 2016 و2025 هي رواية متكاملة الأركان عن المجد والانكسار، عن الصعود الصاروخي والهبوط القاسي، عن مشروع رياضي ناجح لم يكتب له الاستمرار. وبين كل تلك اللحظات، يبقى السؤال الأهم: هل يستطيع ليستر النهوض مجددًا من تحت الرماد، أم أن الحكاية انتهت عند هذا الفصل الحزين؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى