اتحاد بنزيما يغازل الذهب.. 5 نقاط تفصله عن عرش الدوري وإجهاض أحلام الهلال
اقتربت لحظة الحقيقة في دوري روشن السعودي، واقترب معها العميد من كتابة فصل جديد في كتاب المجد، بمداد من العرق والدم، وبصمة فرنسية يحمل توقيع لوران بلان. الجماهير لا تتحدث إلا بلغة الأرقام، والحسابات لا تعرف المجاملة، وكل الطرق تؤدي إلى جدة حيث تتلألأ الكؤوس في أعين الاتحاديين. بعد موسم ملتهب، وحكاية صعود وهبوط لأغلب الفرق، نجح الاتحاد في تحويل الحلم إلى هدف قريب المنال، فلم تعد المسألة “هل سيتوج؟” بل “متى؟” و*”كيف؟”*
منذ تتويجه بلقب 2022–2023، عاش العميد موسمًا للنسيان تخلله تراجع واضح في الأداء وابتعاد عن المشهد الذهبي، في وقت كان فيه الهلال يسير كقطار لا يعرف التوقف، بقيادة جيسوس. لكن 2024–2025 حملت رياح التغيير، وركبها الاتحاد بحنكة وصرامة تكتيكية غير مسبوقة، ليعود إلى الواجهة بثوب مختلف، وبنفس نَفَس البطل.
ضرب الهلال في مقتل برباعية قاسية، وركب صهوة الصدارة على مدار جولات عديدة، مستغلًا كبوات “الزعيم” الذي فقد توازنه في لحظات حاسمة، ليمنح الاتحاد فرصة العمر. الآن، ومع تبقي 3 مباريات فقط، يقف الاتحاد على بعد خطوات معدودة من معانقة الذهب مجددًا، وكل ما يحتاجه هو 5 نقاط لا أكثر. الرائد، الشباب، وضمك… ثلاث محطات تفصله عن المجد، ولا يبدو أن أحدًا قادر على إيقاف زحف النمور.
في موسم أقل ما يوصف به أنه موسم “الانتقام الكروي”، وضع الاتحاد نصب عينيه استعادة العرش الذي تنازل عنه مؤقتًا للهلال. ومع تقلبات نتائج المنافسين، خاصة تعثر الهلال في 10 مواجهات هذا الموسم، بدأت الكفة تميل تدريجيًا لصالح العميد.
الفريق الجداوي، الذي تفوق في أبرز اختباراته هذا الموسم، رد الصاع صاعين للهلال بهزيمة ثقيلة قوامها 4-1، أزاحت كثيرًا من الشكوك، وأثبتت أن لوران بلان نجح في ضبط إيقاع فريقه ليكون جاهزًا للأوقات الحاسمة.
ومع اقتراب إسدال الستار على الموسم، يبتعد الاتحاد بفارق 6 نقاط عن الهلال، ويكفيه الآن الفوز في مباراتين، أو تحقيق 5 نقاط من أصل 9 متبقية، ليُتوج رسميًا، دون أن ينتظر نتائج الهلال. الحسابات واضحة، والسيناريوهات لا تحتمل المفاجآت، إلا إذا كتب القدر سطرًا دراماتيكيًا في اللحظة الأخيرة.
لكن في كرة القدم، لا يكفي أن تكون الأقرب… بل يجب أن تكون الأذكى. الاتحاد الآن في موقف تاريخي، ومن المتوقع أن يحسم اللقب مبكرًا إن واصل بنفس الرتم والثقة. كل ما تبقى مجرد تفاصيل، والتاريخ يوشك أن يُعيد نفسه، ولكن بنسخة أكثر إثارة.
