سالم الدوسري يُشعل آسيا.. والهلال يمطر شباك غوانغجو بسباعية تاريخية في ليلة الأرقام القياسية

في ليلة كروية لا تُنسى، كتب الهلال السعودي فصلًا جديدًا من المجد في كتاب دوري أبطال آسيا، وسَط تألق لافت للنجم الذهبي سالم الدوسري، الذي يبدو أنه قرر أن يتعامل مع الأرقام القياسية كأهداف سهلة في مرمى التاريخ. وعلى أرضية ملعب “الإنماء”، تحوّل الفريق الأزرق إلى عاصفة هجومية عاتية، اجتاحت شباك فريق غوانغجو الكوري الجنوبي بسبعة أهداف نظيفة، في واحدة من أكثر المباريات استعراضًا للقوة الهجومية والدقة التكتيكية.
الهلال لم يكن فقط في نزهة آسيوية، بل كان في مهمة لإرسال رسالة صريحة: “نحن هنا من أجل اللقب، ولا نرحم من يعترض طريقنا”. وتحوّلت المباراة إلى معرض للمهارات الفردية واللعب الجماعي الساحر، بقيادة سالم الدوسري الذي يواصل توهجه، حاصدًا الأرقام القياسية كما لو كانت نقاطًا في لعبة فيديو. لا تمر مباراة إلا ويترك فيها بصمته، سواء بصناعة الأهداف أو تسجيلها، وكأن جدول إنجازاته هذا الموسم لا يعترف بالتوقف.
وفي ظل العروض المذهلة التي قدمها الفريق، كان سافيتش وماركوس ليوناردو وميتروفيتش ومالكوم وبقية النجوم على الموعد، يقدمون أفضل نسخهم، ليحسم الزعيم بطاقة العبور إلى نصف النهائي بثقة الكبار. هذه المباراة لم تكن فقط استعراضًا فنيًا، بل إعلانًا صريحًا عن جاهزية الهلال للمضي قدمًا نحو منصة التتويج.
الهلال السعودي يواصل فرض هيمنته القارية بعد أن سحق غوانغجو الكوري الجنوبي بسباعية دون رد، في لقاء ربع نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة، ليكون أول المتأهلين إلى نصف النهائي.
سالم الدوسري، الذي لا يبدو أنه يعرف للراحة سبيلًا، كان مفتاح البداية عندما صنع الهدف الأول بطريقة رائعة، ثم أضاف هدفه الشخصي – والثالث لفريقه – بعد تمريرة ساحرة من ماركوس ليوناردو. وبهذا الهدف، واصل الدوسري كتابة تاريخه الخاص في البطولة، حيث أصبح أكثر لاعب سعودي يسجل أهدافًا في دوري أبطال آسيا، متساويًا مع ناصر الشمراني بـ32 هدفًا، ليقتسم معه القمة مؤقتًا.
الهلال ظهر بأداء خيالي، حيث تنوعت طرق التهديف بين المهارة الفردية والعمل الجماعي المنظم. سافيتش افتتح التسجيل، وتبعه ماركوس ليوناردو بهدف ثانٍ. بعدها بدأ مسلسل الصناعة والتسجيل الجماعي: سافيتش صنع الرابع لميتروفيتش، الذي رد الجميل بصناعة الخامس لمالكوم، ثم كنو صنع السادس لناصر الدوسري، وأخيرًا، ميتروفيتش صنع الهدف السابع لعبدالله الحمدان.
وبعيدًا عن السباعية، فإن الليلة كانت مميزة لسالم الدوسري على وجه الخصوص، إذ حقق إنجازًا تاريخيًا بتسجيله 20 هدفًا وصناعة 15 في موسم واحد لأول مرة في مسيرته، كما رفع عدد تمريراته الحاسمة مع الهلال إلى 15 تمريرة هذا الموسم في جميع البطولات.
أما سافيتش، فقد واصل تقديم نفسه كلاعب لا غنى عنه في تشكيلة جيسوس، مساهمًا بفعالية في الأهداف وصناعة الفارق بلمساته الحاسمة وتحركاته الذكية.
الآن، ينتظر الهلال معرفة خصمه في نصف النهائي، حيث سيتقابل مع الفائز من مواجهة الأهلي السعودي وبوريرام التايلاندي، في لقاء مرتقب على نفس ملعب الإنماء، مساء السبت 26 أبريل.