“البرتقالي يعتلي العرش لأول مرة”.. نهضة بركان يكتب التاريخ بإنجاز غير مسبوق

في ليلة لا تُنسى، دوّن نادي نهضة بركان اسمه بأحرف من ذهب في سجل الكرة المغربية، محققًا لقب الدوري المغربي لأول مرة في تاريخه. لم يكن هذا الإنجاز مجرد تتويج باللقب، بل كان إعلانًا رسميًا بأن “البرتقالي” أصبح قوة لا يُستهان بها، ليس فقط في المغرب، بل على الصعيد الإفريقي أيضًا.
لطالما كان نهضة بركان أحد الفرق الطموحة التي تبحث عن المجد، لكن ما حدث في السنوات الأخيرة تجاوز كل التوقعات، حيث بات الفريق نموذجًا يُحتذى به في الإدارة الناجحة والتخطيط طويل المدى. فمنذ تتويجه بأول لقب رسمي في تاريخه عام 2018، انطلق في رحلة لا تعرف التراجع، حاصدًا البطولات المحلية والقارية، ليصل إلى اللحظة التاريخية التي توّج فيها بلقب الدوري المغربي موسم 2024/2025.
صعودٌ ثابت نحو القمة
يعود تأسيس نهضة بركان إلى عام 1938، لكنه لم يعرف طريق الألقاب إلا قبل سنوات قليلة، حين بدأ يفرض نفسه كأحد الأندية الأكثر استقرارًا في الكرة المغربية. كانت البداية الحقيقية في 2018، حين توّج بكأس العرش لأول مرة، ليكون هذا اللقب بمثابة شرارة الانطلاقة نحو المجد. لم يكتفِ الفريق بذلك، بل عاد ليحقق اللقب ذاته مرتين أخريين في 2021 و2022، مؤكداً أنه لم يكن مجرد “بطل صدفة”.
أما على الساحة الإفريقية، فقد أصبح نهضة بركان أحد الأسماء اللامعة، بعدما حقق لقب كأس الكونفدرالية الإفريقية مرتين في 2020 و2022، إضافة إلى بلوغه النهائي في 2019 و2024. ولم تتوقف الإنجازات عند هذا الحد، بل توّج أيضًا بكأس السوبر الإفريقي عام 2022، عندما تغلب على الوداد الرياضي، في ليلة أظهرت فيها كتيبة “البرتقالي” شخصية البطل الحقيقي.
لقب الدوري.. حلم تحقق بعد سنوات من التحدي
بعد سنوات من المنافسة الشرسة، حان الوقت ليصعد نهضة بركان إلى القمة، ويحقق لقب الدوري المغربي لأول مرة في تاريخه. لم يكن الطريق مفروشًا بالورود، بل واجه الفريق صعوبات وتحديات، لكنه أظهر إصرارًا مذهلاً، مدعومًا بإدارة قوية تعرف كيف تصنع النجاح.
الفضل في هذا الإنجاز يعود إلى التخطيط السليم والاستثمار في اللاعبين الموهوبين، إضافة إلى القيادة الفنية الرائعة للمدرب التونسي معين الشعباني، الذي استطاع بناء فريق قوي يتمتع بالانسجام والقدرة على المنافسة في جميع البطولات.
7 ألقاب في 8 سنوات.. نهضة بركان يفرض نفسه على الساحة
بالنظر إلى الأرقام، نجد أن نهضة بركان حصد 7 ألقاب في 8 سنوات، وهو رقم يعكس حجم العمل الكبير الذي تم داخل النادي. فمن فريق كان يبحث عن مكان له بين الكبار، إلى نادٍ أصبح من أكثر الفرق تتويجًا في المغرب خلال السنوات الأخيرة.
هذا الإنجاز التاريخي لم يكن مجرد تتويج بلقب، بل هو تتويج لمسيرة طويلة من العمل والاجتهاد، ورسالة واضحة أن نهضة بركان لن يتوقف هنا، بل يسعى للمزيد من الألقاب والمنافسة على أعلى المستويات.
البركانيون.. أبطال المغرب الجدد!
اليوم، يحتفل عشاق نهضة بركان بإنجاز طال انتظاره، وأصبح الفريق رمزًا للطموح والمثابرة. الفوز بلقب الدوري المغربي لم يكن مجرد لحظة عابرة، بل هو بداية عهد جديد لفريق بات أحد أعمدة الكرة المغربية.
فهل يكون هذا التتويج نقطة انطلاق نحو المزيد من الإنجازات؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف عن ذلك، لكن المؤكد أن نهضة بركان لم يعد مجرد منافس، بل أصبح بطلاً حقيقيًا، يفرض نفسه على الساحة بكل قوة!



