الترجي في مهب الريح.. هل يحافظ شيخ الأندية على بريقه الأفريقي؟

عندما نتحدث عن دوري أبطال إفريقيا، يبرز اسم الترجي التونسي كواحد من أعظم أندية القارة، الفريق الذي لا يكف عن السعي نحو المجد مهما كانت الظروف، ومع انطلاق نسخة 2025 من البطولة، يظل السؤال الأبرز: هل سيواصل الترجي الأداء المميز الذي ظهر به الموسم الماضي، أم أن التحديات الفنية والإدارية قد تلقي بظلالها على أحلام الجماهير؟
بريق الماضي وتحديات الحاضر
الترجي قدم أداءً مميزًا في الموسم الماضي تحت قيادة المدرب البرتغالي كاردوسو، حيث وصل إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا وكان قريبًا من تحقيق اللقب، الفريق شهد تطورًا كبيرًا على مستوى الأداء التكتيكي والبدني، مما أعاد الهيبة للفريق على الساحة القارية.
لكن قرار الإدارة هذا الموسم بتغيير القيادة الفنية كان مفاجئًا للكثيرين، اختيار المدرب الروماني ريجيكامب، الذي عُرف بعدم الاستقرار في رحلاته السابقة مع أندية مثل الهلال السعودي والطائي، أثار تساؤلات عديدة حول جاهزيته لقيادة فريق بحجم الترجي.
مجموعة سهلة أم فخ خطير؟
القرعة وضعت الترجي في مجموعة تبدو متوازنة نسبيًا، دون وجود منافسين من العيار الثقيل، لكن مع ذلك، يبرز بيراميدز المصري كأحد أبرز المنافسين في هذه المجموعة، بيراميدز، الذي يملك أسماء لامعة مثل رمضان صبحي، إبراهيم عادل، وماييلي، قد يكون العقبة الأصعب أمام الترجي، اللقاء الذي سيجمع الفريقين في مصر سيكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة الترجي على الصمود أمام فريق يتمتع بخبرة ونجوم قادرين على قلب الطاولة.
هل يستمر التألق؟
السؤال الذي يراود عشاق الترجي هو: هل يستطيع الفريق الحفاظ على الأداء الذي ظهر به الموسم الماضي؟ بالنظر إلى التحديات الحالية، يبدو أن الطريق لن يكون سهلًا، إدارة الفريق وضعت ثقتها في ريجيكامب، الذي يحتاج إلى وقت لبناء فلسفته الخاصة، لكن هل يمنحه جمهور الترجي وإدارته هذا الوقت؟
الإجابة عن هذا السؤال تعتمد بشكل كبير على ما سيقدمه الفريق في المباريات الأولى من البطولة، إذا استطاع ريجيكامب أن يثبت كفاءته سريعًا، ويُظهر تحسنًا ملموسًا، فقد يكون الترجي قادرًا على المنافسة بجدية.
حارس الترجي أمان الله مميش.. مستقبل واعد؟
واحد من أبرز نقاط القوة في الترجي حاليًا هو حارس مرماه الشاب أمان الله مميش، الذي لفت الأنظار بأدائه المميز الموسم الماضي. الحارس أثبت أنه قادر على التصدي للضغوط الكبيرة، حيث لعب دورًا رئيسيًا في وصول الفريق إلى النهائي.

السؤال المطروح الآن.. هل يستطيع مميش الحفاظ على هذا المستوى؟
الحفاظ على القمة دائمًا أصعب من الوصول إليها، خاصةً لحارس شاب ما زال يخطو خطواته الأولى في البطولات القارية الكبرى، إذا استطاع مميش أن يواصل تطوير نفسه، ويُظهر نفس الهدوء والتركيز في المواقف الحاسمة، فقد يصبح أحد أفضل الحراس في إفريقيا خلال السنوات القادمة.
ريجيكامب وكاردوسو.. المقارنة الحتمية
عودة إلى الجانب الفني، قرار التخلي عن كاردوسو لصالح ريجيكامب قد يكون بمثابة مخاطرة، كاردوسو أظهر قدرة كبيرة على قراءة المباريات وإدارة الفريق في اللحظات الحاسمة، وهو ما جعله محبوبًا لدى جماهير الترجي، لكن إدارة النادي رأت أن التغيير ضروري لإعادة إحياء روح الفريق.
ريجيكامب، من جانبه، أمامه تحدٍ كبير لإثبات أن إدارة الترجي لم تخطئ في اختيارها، أسلوبه قد يكون مختلفًا عن كاردوسو، لكن جماهير شيخ الأندية تطالب بنتائج فورية، ولن تقبل بأقل من الوصول إلى أدوار متقدمة في البطولة.
التوقعات.. إلى أين يصل الترجي؟
بناءً على المعطيات الحالية، يبدو أن الترجي قادر على التأهل من مرحلة المجموعات، لكن الوصول إلى نصف النهائي أو النهائي سيكون مهمة صعبة، الفرق المنافسة، مثل الأهلي وصن داونز، تقدم مستويات قوية تجعل من الصعب على الترجي تحقيق اللقب إذا لم يصل الفريق إلى ذروته الفنية.
في الختام
الترجي يدخل نسخة 2025، من دوري أبطال إفريقيا محملًا بتوقعات جماهيرية كبيرة وآمال في استعادة اللقب الغائب، لكن مع التحديات الفنية والإدارية، والرهان على حارس شاب مثل أمان الله مميش، يبدو أن الفريق أمام اختبار صعب.
هل يستطيع شيخ الأندية التونسية إعادة الهيمنة الأفريقية؟ أم أن موسم 2025 سيكون أقل بريقًا من سابقه؟ الإجابة ستتحدد مع أول صافرة انطلاق في البطولة.



