الحظ أم الاستحقاق؟.. أين الحقيقة في مشوار الأهلي

في عالم كرة القدم، هناك خيط رفيع يفصل بين “ضربة الحظ” و”النتيجة المستحقة”. على مدار التاريخ، عاش النادي الأهلي لحظات إعجازية، مواقف لا تُنسى، وبطولات حُسمت في اللحظات الأخيرة، لدرجة جعلت الجماهير والمنافسين على حد سواء يتساءلون: هل الأهلي فريق محظوظ أم فريق لا يُقهر؟
قصص الأهلي مليئة بالسيناريوهات الدرامية، من انتصارات على وشك الانهيار إلى بطولات تغيرت وجهتها في ثانية في هذه اللحظات، تتداخل مشاعر الأمل واليأس، ويبقى السؤال الأكبر: كيف لفريق أن يعود من العدم ليُصبح البطل في النهاية، لكن، ماذا لو غاب الحظ؟ ماذا لو أدار التوفيق ظهره؟
غروب شمس التوفيق.. ورسائل الواقع
في السنوات الأخيرة، شهدنا الأهلي يخسر بطولات كنا نظنها في المتناول. خسرنا آخر نسختين من السوبر الإفريقي بمرارة، وخرجنا من مونديال الأندية ثلاث مرات بطريقة أحبطت جماهيرنا. بل وتفوقت علينا أندية أقل تاريخًا وإمكانات.
البعض يلقي باللوم على اللاعبين، والبعض الآخر يُهاجم المدربين، وآخرون يُندبون الحظ. لكن هل يُعقل أن يكون الحظ هو المتهم الأول دائمًا؟
الأهلي هو الفريق الذي صنع تاريخه من العمل والاجتهاد، فلماذا أصبحنا الآن نتحدث عن التوفيق وكأنه المُنقذ الوحيد؟
الحظ لا يُعطي سوى للمجتهدين
لنسأل أنفسنا بصدق: هل الأهلي قدم كل ما عليه ليستحق تلك البطولات المفقودة؟
هل اجتهد اللاعبون بما يكفي؟
هل كان المدربون في قمة تركيزهم وقراراتهم صائبة؟
للإجابة على هذه الأسئلة، علينا مواجهة الحقائق. في كرة القدم، الفوز لا يُنسب لشخص واحد، ولا يجب أن تُحمل الخسارة لفرد بمفرده. لكن عندما نُمجد الأرقام والإنجازات ونُبرزها في وقت المكسب لشخص واحد، فمن العدل أن نحمله نفس المسؤولية وقت الخسارة.
التاريخ سيسجل للأهلي إنجازاته، لكن لن يغفل عن إخفاقاته أيضًا. لن ينسى كيف خسرنا بطولات بسبب أخطاء مباشرة، سواء في اختيار المدربين أو اللاعبين أو حتى القرارات الإدارية.
رسالة إلى الإدارة.. والتاريخ لا يرحم
المشكلة الحقيقية تكمن في الجحود. عندما تقف النجاحات بجانبك، عليك أن تشكر الله وتعمل بجهد أكبر، لأن الحظ وحده لا يصنع التاريخ.
الحروب لا تُربح بالدعاء فقط، والبطولات لا تُحسم بالإحصائيات والاجتماعات. الحظ دائمًا يرافق المجتهدين، لكن عندما نُهمل العمل الحقيقي ونعتمد على الحظ، فإننا نخسر مكانتنا شيئًا فشيئًا.
التاريخ لن يغفر تقصيرنا في بطولة كنا نستحقها. ولن ينسى كيف فرطنا في فرص كتابة أسطورة جديدة باسم الأهلي في كأس العالم للأندية.
الخلاصة
الأهلي ليس مجرد نادٍ يُراهن على الحظ. هو كيان صُنع بالتضحيات والعمل الدؤوب. لن نلوم المدرب وحده، ولن نحمل اللاعبين فقط مسؤولية الإخفاق. علينا أن نصارح أنفسنا: هناك مشكلة في المنظومة ككل، والحل يبدأ من الاعتراف بالأخطاء والعمل بجدية لتجنبها.
بين الحظ والاستحقاق، يظل الأهلي رمزًا للتحدي. لكن ليبقى كذلك، علينا أن نعود لما جعلنا الأفضل: العمل، الاجتهاد، والإخلاص.



