“الزمالك وبتروجت.. صراع التحدي بين التاريخ والطموح في 28 محطة نارية”

في كواليس كرة القدم المصرية، هناك مواجهات لا تُنسى، تحمل في طياتها ملامح من الإثارة والندية، ومعركة لا تُحسم إلا مع صافرة النهاية. واحدة من هذه المواجهات الكلاسيكية تأتي حين يلتقي نادي الزمالك العريق مع فريق بتروجت، في صدام متجدد بين فريق يسكن في قمة المجد وآخر لا يتوقف عن الطموح والمفاجآت.

رغم اختلاف الطموحات والتاريخ، فإن مواجهات الفريقين كانت دائمًا أشبه بـ”كبسولات درامية”، لا تُفهم إلا مع صافرة الحكم. عبر 28 مواجهة سابقة بين الزمالك وبتروجت، لم تكن الأمور سهلة أو محسومة سلفًا، بل كان المشهد دائمًا يحمل عناصر المفاجأة، والإثارة، وربما بعض الحيرة أيضًا.

الزمالك، صاحب الشعبية الجارفة والتاريخ الممتد، استطاع فرض سيطرته في 15 مواجهة، وهو رقم يعكس الفارق في الإمكانيات والخبرات. لكن، ما بين تلك الانتصارات، كان لبتروجت كلمته، حيث خطف الفوز في 6 مناسبات، وأجبر الفارس الأبيض على التعادل في 7 لقاءات، وكأنه يهمس له: “لن تكون الأمور بهذه السهولة دائمًا”.

لكن المفارقة الصادمة في هذا السجل التاريخي، تأتي من الأرقام التي تثير علامات استفهام، فقد سجل لاعبو الزمالك فقط 4 أهداف (!) مقابل 27 هدفًا سكنت شباكهم، وهو تناقض واضح مع عدد الانتصارات التي حققوها. ما يطرح سؤالًا مشروعًا: هل وقع خطأ في الإحصاء، أم أن هناك مواجهات انتهت بفوز الأبيض دون غزارة تهديفية، في حين جاءت خسائره بثقل تهديفي واضح؟

أيا كانت الإجابة، تبقى مباريات الزمالك وبتروجت حكاية تستحق أن تُروى، لأنها تلخص كيف أن كرة القدم ليست مجرد نتائج، بل دراما كاملة الأركان، فيها القوي يتعثر، والطامح يعلو، والتاريخ يكتب نفسه بأقدام لا تُتوقع.

فمن ينتصر في اللقاء القادم؟ الزمالك بتاريخ يتحدث عن نفسه، أم بتروجت الباحث عن مفاجآت جديدة؟