السعودية واليابان.. صراع العمالقة الآسيويين والتحدي الدائم للأخضر

عندما يتواجه منتخبا السعودية واليابان، فإننا لا نشاهد مجرد مباراة في كرة القدم، بل صراعًا كرويًا بين عملاقين آسيويين، سطّرا تاريخًا حافلًا بالمنافسة والمباريات الحاسمة. فالمواجهة بين “الأخضر” السعودي و”الساموراي” الياباني تحمل دائمًا طابعًا خاصًا، حيث يلتقي الطموح السعودي مع القوة اليابانية، ليقدّم لنا واحدًا من أقوى الديربيات في القارة الصفراء.

على مدار 17 مباراة جمعت بين المنتخبين، فرضت اليابان تفوقها بـ11 انتصارًا، بينما حقق المنتخب السعودي 5 انتصارات فقط، فيما انتهت مواجهة وحيدة بالتعادل. ورغم أن الكفة تميل لصالح اليابان من حيث عدد الانتصارات، فإن السعودية لها بصمة واضحة، إذ جاءت جميع انتصاراتها أمام “الساموراي” خارج الأراضي اليابانية، ما يعكس قدرة “الأخضر” على تقديم أفضل مستوياته في أصعب الظروف.

كانت البداية مع دورة الألعاب الآسيوية عام 1990 في العاصمة الصينية بكين، حين نجح المنتخب السعودي في تحقيق أول فوز له على اليابان بنتيجة 2-0، لتبدأ بعدها سلسلة من المواجهات الحافلة بالندية والإثارة. ومثلما كانت اليابان عقبة أمام طموحات السعودية في بعض البطولات، فإن “الأخضر” أيضًا نجح في قلب الطاولة في مواجهات مفصلية، مثل الانتصارات التي حققها في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم.

الصراع بين السعودية واليابان لا يقتصر على الأرقام، بل يمتد إلى أسلوب اللعب والهوية الكروية لكل منتخب. فبينما يعتمد “الساموراي” على التنظيم التكتيكي والانضباط العالي، يتميّز “الأخضر” بروحه القتالية ومهارات لاعبيه، ما يجعل كل مواجهة بينهما أشبه بموقعة لا تخلو من الإثارة. ومع كل لقاء جديد، تبقى هذه القمة الآسيوية محط أنظار جماهير القارة، وسط تساؤل دائم: هل ينجح “الأخضر” في تقليص الفارق، أم يواصل “الساموراي” فرض سيطرته؟