العاصفة الذهبية 2025.. الكرة الذهبية في مهب تألق صلاح ويامال ورفاقهم

في موسم لم يعرف الرحمة، اشتعل السباق نحو جائزة “الكرة الذهبية” لعام 2025 مبكرًا، وسط صراع شرس بين نخبة من ألمع نجوم كرة القدم في العالم، والذين حوّلوا ملاعب أوروبا إلى ساحات إبداع وسحر كروي. الجائزة الأهم فرديًا في عالم المستديرة لم تعد تقتصر على الأسماء التقليدية، بل دخلت أسماء شابة ومفاجئة على خط المنافسة، في وقت يشهد فيه أداءً فرديًا خارقًا وسباق أرقام لا يرحم.
ومع اقتراب الإعلان الرسمي عن الفائز بالجائزة من مجلة “فرانس فوتبول” في سبتمبر المقبل، تتجه الأنظار إلى أسماء أثارت الجدل وأشعلت النقاشات داخل الأوساط الإعلامية والجماهيرية على حد سواء. ومعايير التقييم التي أعلنتها المجلة – والتي تشمل الأداء الفردي، الألقاب الجماعية، واللعب النظيف – تضعنا أمام خمسة أسماء يتصدرون السباق، مع اختلاف التوقعات حول صاحب الكلمة الأخيرة.
محمد صلاح.. الإمبراطور الذي لا يشيخ
النجم المصري محمد صلاح، هدّاف ليفربول وقائده الفني والمعنوي، يواصل التحدي على أعلى مستوى. وبثبات يحسده عليه الجميع، أنهى الموسم بأداء خارق تُوج ببطولته الأغلى: الدوري الإنجليزي الممتاز. أرقامه لم تترك مجالًا للشك: 50 مباراة، 34 هدفًا، 23 تمريرة حاسمة، تقييم 8.3. نال صلاح لقب الهداف وصانع الأهداف، وتم اختياره أفضل لاعب من رابطة البريميرليج والنقاد الرياضيين، ويبدو أنه في طريقه للفوز بجائزة رابطة اللاعبين المحترفين للمرة الثالثة في مسيرته.
الأهم من الأرقام هو أن صلاح ظهر كأيقونة للثبات والفعالية، وأعاد للريدز هيبتهم محليًا بعد خمس سنوات من الانتظار، وهو ما يمنحه دفعة معنوية كبيرة ليكون الأقرب لحمل الكرة الذهبية لأول مرة في مسيرته.
لامين يامال.. صاعقة كتالونية عمرها 17 عامًا
بينما انشغل الجميع بالأسماء المعتادة، خرج الفتى الذهبي لامين يامال من بين رماد التوقعات ليُعلن نفسه نجمًا حقيقيًا في برشلونة. قاد الفريق لتحقيق الثلاثية المحلية، وكان أحد أبرز مفاتيح اللعب تحت قيادة هانز فليك. بعمر 17 فقط، سجل 17 هدفًا وصنع 24 تمريرة حاسمة في 53 مباراة بتقييم 8.2.
أداءه ضد ريال مدريد وإنتر ميلان، وتحقيقه الريمونتادا في الكلاسيكو، جعله يتجاوز كونه موهبة واعدة إلى نجم مؤثر على أعلى مستوى. ورغم أنه قد يُحرم من الجائزة بسبب توزيع الأصوات بينه وبين زميله رافينيا، إلا أنه وضع اسمه بين الكبار بجدارة.
عثمان ديمبيلي.. سلاح باريس السري
رغم أن الدوري الفرنسي ليس بنفس حدة الدوريات الكبرى، إلا أن عثمان ديمبيلي نجح في خطف الأضواء بفضل مساهمته في تتويج باريس سان جيرمان بالدوري وتأهله لنهائي دوري أبطال أوروبا. سجّل 33 هدفًا وصنع 13 تمريرة حاسمة في 46 مباراة، بتقييم 8.0.
لكن تبقى مشاركاته المحدودة نسبيًا وغياباته عن بعض المباريات عوامل قد تُضعف حظوظه، خاصة أمام تألق صلاح ورفاقه في دوريات أكثر تنافسية. فرصته الوحيدة قد تكون كأس العالم للأندية 2025، فإذا تألق فيها قد يُغيّر المعادلة تمامًا.
رافينيا دياز.. البرازيلي الذي أدار ظهره للشك
تحوّل رافينيا هذا الموسم إلى ماكينة أهداف وتمريرات حاسمة. هداف دوري أبطال أوروبا بـ 13 هدفًا، وقائد برشلونة لحصد الثلاثية، شارك في 54 مباراة سجل خلالها 34 هدفًا وصنع 25، بتقييم 8.3. تفوق رقمي واضح على معظم منافسيه، ومساهمة مباشرة في اللحظات الحاسمة.
رافينيا فرض نفسه كأحد أهم الأسماء في عالم الكرة هذا العام، وقد يكون أقرب مما يتوقع البعض لحصد الكرة الذهبية، خاصة إذا تم تقييم الأثر الهجومي الحقيقي.
كيليان مبابي.. نجم ريال مدريد في موسم صفري
انتقاله إلى ريال مدريد كان الحدث الأهم في صيف 2024، لكن مبابي وجد نفسه أمام واقع صعب. رغم تسجيله 39 هدفًا وصناعة 4 فقط في 53 مباراة (تقييم 8.0)، خرج من الموسم بلا ألقاب. خسر الليجا، وودّع دوري الأبطال، ورغم الهاتريك ضد السيتي وبرشلونة، تبقى المواسم البيضاء عائقًا كبيرًا أمام التتويج الفردي.
مبابي نجم لا غبار عليه، لكن زمن الجوائز الفردية بات مرهونًا بما تحققه جماعيًا، وهو ما يضعه خلف باقي الأسماء هذا العام.
من يحسم الكرة الذهبية 2025؟
بين الأرقام والألقاب، الأداء الفردي والتأثير الجماعي، يبدو أن محمد صلاح يمتلك أفضلية واضحة، لكن أصوات الصحفيين قد تُغيّر المشهد، خاصة مع تألق رافينيا ويامال، أو مفاجآت اللحظة الأخيرة في كأس العالم للأندية.
جائزة الكرة الذهبية 2025 ليست فقط تكريمًا لأفضل لاعب، بل هي شهادة استحقاق لمن حوّل كل لمسة إلى لحظة من ذهب. والكل الآن يترقب: من سيحمل المجد؟



