العرش ينتظر الملك الجديد في البرنابيو.. صراع تكتيكي بين 4 عباقرة

مع اقتراب إسدال الستار على موسم 2024-2025، تُسلط الأضواء مجددًا على قلعة “سانتياجو برنابيو”، ليس فقط بسبب النتائج أو الألقاب، بل بسبب السؤال الذي يؤرق جماهير ريال مدريد: من سيجلس على العرش بعد كارلو أنشيلوتي؟
الخروج الموجع من دوري أبطال أوروبا على يد أرسنال بخسارة قاسية في مجموع اللقاءين شكّل صدمة قوية داخل أروقة النادي الملكي، وأعاد فتح ملف القيادة الفنية وسط زخم من الأسماء المرشحة، حيث تتسابق الخبرة، والشغف، والابتكار، على نيل ثقة الإدارة المدريدية.
تشابي ألونسو، يورجن كلوب، زين الدين زيدان، وماسيميليانو أليجري… أسماء لا تحتاج إلى تعريف، لكن من منهم سيكون الرجل المناسب لبناء الجيل المدريدي الجديد بقيادة كيليان مبابي، فينيسيوس جونيور، وجود بيلينجهام؟
في هذا التقرير، نُبحر معًا في تحليل فني دقيق لأربعة مرشحين بارزين، نستعرض فلسفاتهم التكتيكية، ومدى ملاءمتها لهوية ريال مدريد وطموحاته.
تشابي ألونسو: عبقرية تكتيكية بنكهة إسبانية حديثة
الرسم الخططي المفضل: 4-2-3-1
ألونسو الذي صعد بسرعة الصاروخ في عالم التدريب مع باير ليفركوزن، بات أحد ألمع المدربين الشباب في أوروبا. أسلوبه المعتمد على التوازن بين الدفاع والهجوم يجمع بين روح ريال مدريد وهويته التاريخية القائمة على الكرة الهجومية المنظمة.
في تكتيك ألونسو، نجد ثنائية محورية في الوسط: أحدهما بواجبات دفاعية والآخر بصبغة هجومية، ما يمنح الفريق مرونة عالية للارتداد والتحكم بالكرة في آنٍ واحد. يعتمد على التحولات السريعة بعد الاستحواذ، والضغط المتوازن في منتصف الملعب.
تأثيره على النجوم:
مبابي سيحظى بمساحات مثالية للانطلاق، مستفيدًا من سرعة التحولات.
فينيسيوس سيكون السلاح الأخطر على الجهة اليسرى، في ظل الدعم المستمر من الظهير.
بيلينجهام سيتحول إلى صانع إيقاع، بحرية حركة كاملة بين الدفاع والهجوم، كما يحب.
يورجن كلوب: الجنرال الألماني وعشق الضغط العالي
الرسم الخططي المفضل: 4-3-3 (جيجن بريسينج)
إذا كانت هناك مدرسة في الكرة الحديثة تعتمد على الجرأة والسرعة والقوة البدنية، فهي مدرسة يورجن كلوب. المدرب الألماني الذي أعاد ليفربول إلى القمة، يشتهر بفلسفة الـ”جيجن بريسينج” أو الضغط العكسي، الذي يُحوّل كل كرة ضائعة إلى فرصة هجومية فورية.
يعتمد كلوب على تحولات خاطفة، وضغط جماعي يبدأ من المهاجمين، مع تقدم مستمر من الظهيرين ودور بارز للاعبي الوسط في التغطية والدعم.
تأثيره على النجوم:
مبابي سيجد نفسه في بيئة هجومية مثالية تستغل سرعته في المساحات.
فينيسيوس سيحصل على حرية كبيرة في التمركز والانطلاق، كما كان ماني في ليفربول.
بيلينجهام سيتحوّل إلى قلب المنظومة، بمزيج من الاندفاع البدني والدور الهجومي، كلاعبي الـ”Box-to-Box”.
زيدان: العودة المحتملة للأسطورة التي لا تُنسى
الرسم الخططي المفضل: 4-3-3 الديناميكية
الحديث عن زين الدين زيدان في مدريد لا يقتصر على الأرقام، بل يمتد إلى المشاعر والذكريات والهوية. المدرب الفرنسي الذي حصد دوري الأبطال 3 مرات متتالية، يعرف ريال مدريد من الداخل، ويفهم طبيعة لاعبيه وخصائص المرحلة.
تكتيكه يتميز بالتوازن والمرونة، حيث يمنح لاعبي الوسط حرية في التبديل والتموضع، مع أجنحة حرة في التحرك، ودائمًا ما يكون البناء الهجومي سلسًا ومنظمًا دون تهور.
تأثيره على النجوم:
مبابي سيحصل على حرية التحرك بين الطرف والعمق، وفقًا لسير الهجمة.
فينيسيوس سيجد مساحة الإبداع في الجهة اليسرى، بنفس طريقة تعامل زيدان مع كريستيانو.
بيلينجهام سيتقمص دور إيسكو أو مودريتش، مع حرية التقدم والاختراق وصناعة اللعب.
ماسيميليانو أليجري: واقعية إيطالية بخيارات متعددة
الرسم الخططي المفضل: 4-4-2 (مع مرونة نحو 4-2-3-1 أو 3-5-2)
المدرب الإيطالي صاحب المدرسة الواقعية يُجيد قراءة المباريات وتكييف الخطط حسب الخصوم. أليجري يعتمد على التوازن الدفاعي والهجوم المنظم، مع قدرة كبيرة على تغيير الرسم التكتيكي أثناء المباراة دون الإخلال بالهوية.
يُراهن على التنظيم والصلابة والهدوء في اتخاذ القرارات، وهو ما قد يكون مفيدًا لريال مدريد في فترات الحسم.
تأثيره على النجوم:
مبابي سيحصل على حرية في التحرك على الطرف أو كمهاجم ثانٍ، حسب متطلبات كل مباراة.
فينيسيوس سيبرز في التحولات السريعة والدعم من الأظهرة، تمامًا كما يُحب.
بيلينجهام سيُمنح أدوارًا متنوعة بين الوسط المتقدم وصناعة اللعب، مع حرية الانطلاق في العمق.
الخلاصة: من يُناسب مدريد أكثر؟
الاختيار ليس سهلًا. كل مدرب يحمل سيرة ذاتية مرموقة وفلسفة مختلفة، لكن ما سيُحدد القرار هو مدى التوافق مع رؤية الإدارة، وطموح الجماهير، والقدرة على بناء فريق يُسيطر على أوروبا لسنوات قادمة.
هل يكون الشاب الطموح تشابي ألونسو هو الوجه الجديد للميرينجي؟ أم يعود زيدان ليكتب فصلًا جديدًا في الأسطورة؟ هل يفجر كلوب الحماس بضغطه العالي؟ أم يُعيد أليجري الاتزان الإيطالي إلى البرنابيو؟
السؤال مطروح… والإجابة قادمة في الصيف.



