الملك لا يشيخ.. محمد صلاح يقتحم أساطير البريميرليج ويكسر صمت 30 عامًا
في زمنٍ قلّت فيه الأساطير، وندر فيه الثبات على القمة، يُصرّ محمد صلاح على أن يكون استثناءً في كل شيء.. استثناءً في العطاء، في الأرقام، وفي التحدي المستمر لعوامل السن والمنطق والتوقعات.
النجم المصري الدولي محمد صلاح كتب فصلاً جديدًا من المجد الكروي، مساء الأحد، عندما دوّن هدفًا قاتلًا في الدقيقة 84 من مواجهة ليفربول وكريستال بالاس، ضمن منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز، هدف لم يكن عاديًا على الإطلاق، بل كان بوابة نحو إنجاز ظلّ صامدًا في أدراج التاريخ لأكثر من 30 عامًا.
صلاح بهذا الهدف رفع رصيده من المساهمات التهديفية هذا الموسم إلى 48 مساهمة، ما بين أهداف وتمريرات حاسمة، ليُعادل رقمًا استثنائيًا ظلّ حكراً على اثنين من عمالقة التسعينات: الآن شيرر وأندي كول. لكن محمد لم يكتفِ بذلك، بل أصرّ على أن يضيف اسمه إلى قائمة أخرى من العظماء، بعدما عادل رقم الإيفواري ديدييه دروجبا كأكثر اللاعبين تسجيلًا للأهداف في موسم واحد بالدوري الإنجليزي بعد تجاوز حاجز الثلاثين عامًا، برصيد 29 هدفًا.
وما بين صمت الأرقام الطويل، وانفجار موهبة لا تهدأ، يقف صلاح اليوم في منتصف الضوء، رافعًا راية العرب في قلعة الكرة الإنجليزية، مُثبتًا أن السن مجرد رقم، وأن الطموح لا يعترف بالحدود.
إنجازاته لا تُقاس فقط بالأرقام، بل بكيفية إعادة تعريف الممكن والمستحيل في عالم الساحرة المستديرة.
محمد صلاح، الرجل الذي لا يُشبه إلا نفسه، يُثبت مجددًا أن الأساطير لا تُولد فقط.. بل تُصنع، وتُقاوم، وتُحفر في جدران التاريخ بحذاءٍ أحمر، وسجدة شكر لا تتأخر.



