“الملكي يُجيد ترويض الباسك: حين تتحوّل سوسيداد إلى ضحية مفضلة لريال مدريد”
حين يلتقي ريال مدريد بريال سوسيداد، فالأمر لا يكون مجرد مباراة في “لا ليغا”، بل صفحة جديدة تُضاف إلى سجل طويل من الهيمنة البيضاء. التاريخ لا يرحم، والأرقام لا تكذب، والحقيقة التي لا مفر منها أن ريال سوسيداد – رغم عراقة اسمه وقوة حضوره – يتحوّل أمام الملكي إلى ضحية مألوفة، خصم يعرف طريق الخسارة أكثر من غيره عندما يُصافح شعار ريال مدريد.
على امتداد 155 مواجهة جمعت بين العملاقين في الدوري الإسباني، فرض الريال سطوته بانتصاره في 88 مباراة، مقابل 27 فقط لريال سوسيداد، بينما خيّم التعادل على 40 مناسبة. هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل شواهد حية على تفوق استثنائي امتد عبر عقود، تغيّرت فيها الأجيال، وتبدلت فيها الخطط والمدربين، لكن بقيت فيها النتيجة النهائية تميل في الغالب نحو القلعة البيضاء.
ومع كل مواجهة جديدة، تتجدد التساؤلات: هل كسر سوسيداد النحس؟ هل باغت الريال؟ ولكن، وكأن التاريخ يرفض تغيير السيناريو، تعود الكرة لملعب المدريديين، ويؤكد أبناء العاصمة أن الهيبة لا تُشترى، بل تُفرض.
ما يزيد من رمزية هذا التفوق، أن سوسيداد ليس فريقًا عابرًا، بل هو من أندية الليغا المحترمة، والممتلكة لأسلوب لعب جريء ومدرسة كروية معروفة. لكنه أمام ريال مدريد، يبدو وكأن كل ذلك يتبخر عند أول صافرة، وتختلط خطوطه الفنية بشراسة الريال المعتادة.
هيمنة ريال مدريد على سوسيداد ليست فقط في عدد الانتصارات، بل في الطريقة التي يُفرض بها الإيقاع والسيطرة. سواء في البرنابيو أو في سان سيباستيان، يبقى الملكي خصمًا مُرعبًا، ويظل سوسيداد يتطلع إلى مباراة “تاريخية” تكتب له ما يشبه المعجزة… لكن المعجزات في حضرة الملوك نادرة.



