قبل موقعة اللهب.. برشلونة ينتظر تحية ملكية في عقر داره

أيامٌ قليلة تفصلنا عن واحدة من أكثر مباريات كرة القدم انتظارًا وإثارةً، حين يصطدم ريال مدريد بغريمه الأزلي برشلونة في كلاسيكو الجولة الخامسة والثلاثين من بطولة الدوري الإسباني، على ملعب لويس كومبانيس الأولمبي. مواجهة قد لا تُحدد فقط ملامح الصراع على اللقب، بل تفتح الباب مجددًا أمام جدل تاريخي قديم… هل يُقدّم ريال مدريد ممرًا شرفيًا لبرشلونة تقديرًا لتتويجه بكأس ملك إسبانيا؟
برشلونة يدخل المباراة وهو يتربع على صدارة جدول ترتيب الليجا برصيد 79 نقطة، بفارق أربع نقاط عن ريال مدريد الوصيف صاحب الـ75 نقطة، ما يمنح الكلاسيكو نكهة حاسمة ربما تُقرب أحد الطرفين كثيرًا من درع الدوري أو تُشعل المنافسة حتى الرمق الأخير.
ورغم الأهمية الفنية للمباراة، إلا أن الأنظار تتجه أيضًا إلى ما قبل صافرة البداية… إلى احتمالية قيام ريال مدريد بتقديم “الممر الشرفي” لبرشلونة. الفريق الكتالوني تُوّج مؤخرًا بلقب كأس ملك إسبانيا بعد فوزه المستحق على الميرينجي بثلاثة أهداف مقابل هدف، في نهائي ناري احتضنه ملعب لا كارتوخا بمدينة إشبيلية.
الغريب أن برشلونة لم يحتفل بالكأس أمام جماهيره خلال مواجهة إنتر ميلان في نصف نهائي دوري الأبطال، مفضلًا تقديم اللقب لأول مرة في ملعبه الجديد خلال مباراة الليجا ضد ريال مدريد… لتصبح المناسبة مثالية لكلا الطرفين: البارسا لتقديم الكأس أمام جماهيره، والريال -إن أراد- لتقديم ممر شرفي يُكتب في التاريخ.لكن، هل يفعلها ريال مدريد؟
تاريخيًا، لم تشهد مواجهات الكلاسيكو سوى ثلاث ممرات شرفية فقط، اثنتان منها من برشلونة للريال عامي 1988 و2008، وواحدة فقط من ريال مدريد للبارسا في عام 1991. ومنذ ذلك الحين، أصبحت العلاقة بين الناديين أكثر تعقيدًا، خاصة بعد أن رفض برشلونة تقديم ممر لريال مدريد عقب تتويجه بكأس العالم للأندية عام 2017، مبررًا عدم مشاركته في البطولة. ليرد الميرينجي في العام التالي برفض مماثل، رغم تتويج البارسا بالليجا.
اليوم، تعود الكرة في ملعب ريال مدريد. فهل يكسر القاعدة، ويضع الخلافات جانبًا تكريمًا لروح الرياضة؟ أم يستمر التوتر وتُطوى صفحة الممرات الشرفية إلى أجل غير مسمى؟
في النهاية، الكلاسيكو ليس مجرد مباراة… بل مسرح كبير تُعرض عليه كل معاني المجد، والتاريخ، والندية. وبين صراع النقاط، وشعلة الكبرياء، وتقاليد المجد، تتجه أنظار العالم إلى لويس كومبانيس، في انتظار لقطة ما قبل البداية، قد تكون الأجمل… أو الأكثر جدلًا!
هل تعتقد أن ريال مدريد سيُفاجئ العالم هذه المرة؟