النصيري وأوناحي أبرز نجومها.. أكاديمية محمد السادس كلمة السر في وصول المغرب إلى نصف نهائي المونديال

إنجاز تاريخي لا يوصف سيذكره المغاربة، بعد التأهل التاريخي لأسود الأطلس إلى نصف نهائي المونديال، للمرة الأولى في تاريخ العرب والأفارقة في بطولات المونديال.
لم يكن أكثر المتفائلين من الجمهور العربي بصفة عامة، والمغربي بصفة خاصة يتوقع ظهور عربي وأفريقي في المربع الذهبي بالمونديال وتحديدا من المغرب التي كتبت التاريخ وفجرت مفاجأة من العيار الثقيل، بإقصاء منتخبات مصنفة مثل بلجيكا وإسبانيا والبرتغال.
لكن يبقى السؤال الذي يحتاج إلى إجابة وافية، هل ما فعله منتخب المغرب محض صدفة في بطولة مجمعة؟، أم كان هناك تخطيط وتدبير من أجل الوصول إلى هذه المرحلة؟.
هناك بعض الأمور والوقائع التي تثبت جيدًا أن فوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم يخطط ويعمل بشكل دؤوب من أجل النهوض بكرة القدم المغربية.
وقبل تولي فوزي لقجع رئاسة كانت هناك محاولات للنهوض بالكرة المغربية بعد سلسلة من النكسات والإحباطات التي تعرضت لها الفرق والمنتخبات المغربية.
الخروج المبكر من أمم أفريقيا 2006 و2008، وهما البطولتين اللتين توج بهما منتخب مصر وتتويج الأهلي المصري بالبطولات القارية على مستوى الأندية، فضلا عن تفوق الأندية التونسية متمثلة في الترجي والنجم الساحلي والصفاقسي على نظيرتها المغربية دفع اتحاد الكرة؛ للنهوض بكرة القدم المغربية.
وكانت البداية عام 2009 بتجربة رائدة بعد أن أعطى الملك محمد السادس الإذن بإنشاء أكاديمية “محمد السادس” المتخصصة في اكتشاف المواهب.
وطالب الملك المغربي بضرورة تطبيق المعايير الدولية عند إنشاء هذه الأكاديمية من ناحية البنية التحتية وطرق العمل
هذه الأكاديمية التي تم تدشينها في سبتمبر 2009، تم تكلفتها قرابة 13 مليون يورو وأشرف على إدارتها منير الماجيدي السكرتير الخاص لملك المغرب وهو رئيس نادي الفتح الرباطي.
وأشرف على تلك الأكاديمية ناصر لارغيت وهو المدير الحالي لأكاديمية نادي أوليمبيك مارسيليا الفرنسي، وذلك من خلال تنظيم عملية انتقاء المواهب وتطوير أدائها.
وبعد سنوات قليلة نجحت هذه الأكاديمية في صناعة عدد من النجوم، تم تصديرهم إلى أكبر الدوريات الأوروبية.
وعلى رأس هؤلاء يوسف النصيري مهاجم أشبيلية الإسباني، وصاحب هدف تأهل أسود الأطلس إلى نصف النهائي.
النصيري انضم إلى أكاديمية محمد السادس عام 2011، وقضى فيها 4 سنوات قبل أن ينتقل إلى مالاجا الإسباني عام 2015.
كذلك حمزة منديل ظهير أيسر ديجون الفرنسي خريج هذه الأكاديمية بعد أن قضى فيها قرابة 5 سنوات.
وعلى غرار النصيري ومنديل تخرج نايف أكرد من تلك الأكاديمية.
وإلى جانب العمل الكبير من أكاديمية محمد السادس، كلّف الاتحاد المغربي مجموعة من الكشافة لاكتشاف أبرز المواهب المغربية من جميع أنحاء أوروبا، وتحديدًا من هولندا وإسبانيا التي تضم عدد ضخم من الجاليات المغربية.
وبدأ الاتحاد المغربي الاستثمار في كرة القدم للسيدات وتطوير كرة القدم في المدارس والأندية.
بالإضافة إلى إنشاء هيكل دوري وطني للسيدات، وحققت الأندية والمنتخبات المغربية للرجال والسيدات عددًا من الإنجازات على المستوى القاري.
ورغم ذلك كانت هناك أزمة وحيدة تنغص على الشعب المغربي وتعوقه نحو تحقيق المزيد من النجاحات.
تلك الأزمة كانت متمثلة في المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش مدرب المنتخب السابق والذي دخل في أزمات مع عدد من النجوم المغاربة على رأسهم حكيم زياش ونصير مزراوي.
قبل أن تنازح الغمة بإقالة خليلوزيتش، وبدء مغامرة غير متوقعة مع مدرب وطني عديم الخبرة هو وليد الركراكي الفائز مؤخرا مع الوداد بلقب دوري أبطال أفريقيا.
واستطاع الاتحاد المغربي الاستفادة من حماس الركراكي وطموحه ورغبته في تحقيق النجاحات.
ونجح المدرب المحلي الذي كان مدافعًا قويًا، في نقل خبراته الدفاعية والتكتيكية للاعبيه وصناعة التاريخ مع المغرب.



