صلاح يرفض نصف مليار إسترليني من أجل المجد.. القصة الكاملة لقرار قلب الطاولة في وجه السعودية

في زمنٍ أصبحت فيه الملايين لغة القرار الأولى في عالم كرة القدم، جاء محمد صلاح، النجم المصري وأحد أعظم لاعبي ليفربول في العصر الحديث، ليكسر القاعدة ويُعيد تعريف مفاهيم الولاء والطموح، رافضًا عرضًا خرافيًا من الدوري السعودي، كان كفيلاً بجعله اللاعب الأعلى أجرًا في التاريخ، مفضلًا مواصلة الحلم في “أنفيلد” على حساب الثراء الفاحش.
عرض لا يُرد.. وصلاح يرفض!
كشفت شبكة “بي بي سي” العالمية عن تفاصيل العرض المالي الضخم الذي قُدم للنجم المصري من أحد كبار أندية دوري روشن السعودي، والذي قُدرت قيمته بنحو 500 مليون جنيه إسترليني على مدار مدة العقد، في خطوة كانت تهدف لضم صلاح كواجهة دعائية ورياضية استعدادًا لبطولة كأس العالم للأندية المقبلة التي تستضيفها المملكة.
النصر والهلال كانا في مقدمة الساعين لضمه، خاصة الأخير، الذي حاول بشتى الطرق إقناع نجم ليفربول بالانضمام إلى صفوفه، في إطار المشروع الضخم الذي يقوده لجذب كبار النجوم إلى الدوري السعودي.
لكن المفاجأة الكبرى تمثلت في قرار محمد صلاح رفض العرض المغري، وتفضيل الاستمرار مع ليفربول، ليجدد عقده مع “الريدز” لمدة عامين إضافيين، مُعلنًا بوضوح أن “المال ليس كل شيء”، وأنه ما زال يملك الكثير من الأحلام والطموحات التي يسعى لتحقيقها بالقميص الأحمر.
قرار نابع من القلب والعقل
صلاح، الذي يحتفل هذا العام بمرور ثماني سنوات على انضمامه إلى ليفربول قادمًا من روما، يعيش واحدة من أفضل فتراته الفنية داخل الملعب، وقد أكد في تصريحات مقربة أن قراره بالاستمرار لم يكن سهلًا، لكنه جاء بعد تفكير عميق.
وأوضح المقربون منه أن النجم المصري لا يزال يشعر بأن لديه الكثير ليقدمه في أوروبا، وأن حلم التتويج مجددًا بدوري أبطال أوروبا ما زال يُراوده بشدة، إلى جانب رغبته القوية في المنافسة على جائزة الكرة الذهبية، التي سبق أن وصل فيها إلى المركز الخامس مرتين.
الاستقرار العائلي.. كلمة السر
ولم يكن العامل الرياضي فقط هو ما رجّح كفة ليفربول، بل كان الاستقرار العائلي أيضًا عنصرًا حاسمًا في اتخاذ القرار. إذ تعيش عائلة صلاح حالة من الراحة والسعادة في مدينة ميرسيسايد، حيث اعتادوا الحياة هناك، مما جعله يتردد كثيرًا في فكرة الانتقال إلى بيئة جديدة في توقيت حساس من حياته المهنية والشخصية.
المستقبل؟ مفتوح لكل الاحتمالات
ورغم رفضه الحالي للعرض السعودي، فإن باب الانتقال إلى دوري روشن لا يزال مفتوحًا مستقبلاً. بحسب “بي بي سي”، فإن صلاح لا يستبعد تمامًا فكرة اللعب في السعودية، وربما يُعاد طرح الملف من جديد خلال العامين المقبلين، خاصة مع استمرار التوسع الاستثماري في كرة القدم بالمملكة.
لكن في الوقت الحالي، كل تركيز النجم المصري مُنصب على تحقيق المزيد من الإنجازات بقميص ليفربول، واستعدادًا للمحطات الكبرى القادمة مع منتخب مصر، سواء في بطولة كأس الأمم الإفريقية المقبلة، أو في تصفيات كأس العالم.
صلاح.. رمزٌ يتجدد كل يوم
منذ انضمامه إلى ليفربول في 2017، أصبح محمد صلاح أيقونة حقيقية في تاريخ النادي، بعدما سجل مئات الأهداف، وحطم أرقامًا قياسية بالجملة في الدوري الإنجليزي. واليوم، وبعد تجديد عقده ورفضه لعروض لم يحلم بها لاعب عربي من قبل، يُثبت “الملك المصري” أنه ليس مجرد لاعب عظيم، بل قصة ملهمة تُروى للأجيال.