الوداع بنكهة غريبة.. هل أضاع ميسي ورونالدو المجد من أجل المال والتجربة؟
في كرة القدم، دائمًا ما تكون النهاية هي ما يتذكره الجميع، حتى وإن كانت المسيرة مليئة بالمجد والذهب والبطولات. قد تصنع التاريخ، لكن لحظة الرحيل قد تعيد كتابة الرواية بطريقة لم تتخيلها. هذا ما حدث بالفعل مع أسطورتين كتبا فصولًا من المجد الكروي في أوروبا لسنوات طويلة، قبل أن يختارا ختامًا مفاجئًا في قارتين لم تكونا يومًا جزءًا من قصة البطولات الكبرى: آسيا وأمريكا.
نحن هنا لا نتحدث عن لاعبين عاديين، بل عن كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، الثنائي الذي سيبقى في كتب التاريخ مهما تغيرت الأجيال. ولكن مع نهاية مسيرتهما، بدا وكأن الوداع جاء بنغمة غير معتادة… نغمة لم تكن على نفس مستوى المجد الذي حققاه.
مع تقدم العمر، تتغير الأحلام وتتبدل الطموحات، حتى لدى من ظنناهم استثناءً لكل القواعد. كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، أسطورتان خلدتا اسميهما بأحرف من ذهب، قررا سلوك طريق مختلف في ختام مسيرتهما، طريقًا خارج حدود أوروبا، حيث كل لحظة مجد صنعوها.
رونالدو غادر إنجلترا بعد تجربة ثانية مع مانشستر يونايتد ليخوض تحديًا جديدًا في آسيا، وتحديدًا مع النصر السعودي في يناير 2024. صفقة ضخمة من حيث القيمة والضجة، لكنها حتى اللحظة لم تقدم له سوى لقب البطولة العربية على حساب الهلال. خسر السوبر السعودي، وخرج من كأس خادم الحرمين الشريفين مبكرًا، كما انتهى مشوار النصر في دوري أبطال آسيا عند نصف النهائي.
أما في الدوري، فيصارع النصر من أجل البقاء في المنافسة، لكنه متأخر بفارق 8 نقاط عن الاتحاد المتصدر، قبل النهاية بجولات قليلة.
في الجهة الأخرى من العالم، قرر ليونيل ميسي حمل أمتعته إلى أمريكا، والانضمام إلى إنتر ميامي في صيف 2023 بعد نهاية رحلته الأوروبية مع باريس سان جيرمان. ميسي قاد فريقه لتحقيق أول لقب في تاريخه: كأس الدوريات، وكان ذلك كافيًا لإشعال حماس جماهير إنتر ميامي، لكن الواقع بعد ذلك لم يكن بنفس السحر.
فشل الفريق في الوصول إلى الأدوار النهائية في الدوري الأمريكي، كما خرج مؤخرًا من نصف نهائي دوري أبطال الكونكاكاف أمام فانكوفر الكندي بنتيجة ثقيلة (5-1 بمجموع اللقاءين).
وبين إخفاقات آسيا وخيبات أمريكا، يجد عشاق الساحرة المستديرة أنفسهم يتساءلون: هل كانت هذه هي النهاية التي يستحقها ميسي ورونالدو؟ هل أخطأ الثنائي الأعظم في اختيار ختام مسيرتهما؟
هل باتت “رقصة الوداع” في أرض غير أوروبية، بلا جماهيرية كافية ولا بطولات كبيرة، ختامًا لا يليق بمسيرة أسطورية حفرت في ذاكرة كل من شاهدها؟
ربما كانت هناك أهداف تجارية أو تحديات جديدة، وربما كانت الراحة والابتعاد عن ضغط البطولات الأوروبية عاملًا مؤثرًا. لكن تبقى الحقيقة واضحة: الوداع لم يكن على مستوى المجد.



