أهم المباريات
جاري تحميل جدول المباريات
شاهد كل المباريات
آخر الأخبارالأندية

ذكرى لن تُنسى.. 74 روحًا تروي قصة المجزرة الأعنف في تاريخ الكرة المصرية

في مثل هذا اليوم من عام 2012، اهتزت الكرة المصرية على وقع واحدة من أبشع الكوارث الرياضية في العالم، مجزرة بورسعيد، التي راح ضحيتها 74 شهيدًا من جماهير النادي الأهلي، في مشهد مأساوي لا يزال محفورًا في ذاكرة كل عاشق لكرة القدم. لم تكن مجرد مباراة بين الأهلي والمصري، بل تحولت إلى ليلة دامية أطفأت أرواحًا بريئة، وخلفت وراءها ألمًا لا يزول، وجراحًا لم تندمل حتى اليوم.

كان استاد بورسعيد ممتلئًا عن آخره، وأجواء المباراة مشحونة كما هو معتاد في لقاءات الفريقين، لكن أحدًا لم يكن يتوقع أن تتحول تلك الليلة إلى كارثة إنسانية. عقب صافرة الحكم، اقتحمت أعداد غفيرة من الجماهير الملعب، لتبدأ مشاهد العنف التي لم تشهدها الملاعب المصرية من قبل. كانت هناك نية مبيتة، والنتيجة كانت مذبحة دامية، راح ضحيتها شباب لم يحملوا في قلوبهم سوى عشق ناديهم وحلم مؤازرته.

صدمة.. حداد.. وإيقاف النشاط الكروي

لم يكن وقع الصدمة على الكرة المصرية هينًا، فقد اهتزت المنظومة الرياضية بأكملها، وأُعلن الحداد في جميع أنحاء البلاد. توقفت الحياة الكروية تمامًا، وتم تعليق النشاط الرياضي في مصر لفترة طويلة، بينما فُرضت قيود صارمة على حضور الجماهير للمباريات، وهو الوضع الذي استمر لسنوات طويلة بعد المجزرة.

الحادثة تسببت في تداعيات كبيرة، أبرزها استقالة التوأم حسام وإبراهيم حسن من تدريب المصري البورسعيدي، احتجاجًا على ما حدث. كما تصاعدت الأصوات المطالبة بتحقيق العدالة والقصاص لأرواح الضحايا، وبدأت التحقيقات التي استمرت لسنوات، وسط مطالبات جماهيرية مستمرة بعدم نسيان ما حدث، والحرص على أن يكون هناك حساب لكل من تسبب في هذه المأساة.

ذكراهم خالدة في قلوب الأهلاوية

كل عام، في الأول من فبراير، تتجدد الأحزان، وتُرفع صور الشهداء في مدرجات الأهلي، وتُضاء الشموع تخليدًا لذكراهم. لم يكن رحيلهم مجرد أرقام، بل كانوا أبناء، وأصدقاء، وأحبابًا، ذهبوا لتشجيع فريقهم فعادوا إلى بيوتهم في الأكفان.

لم ولن ينسى جمهور الأهلي شهداءه، فهتاف “لن ننساكم” سيظل يتردد في المدرجات، وستبقى أرواحهم الطاهرة ترفرف فوق كل بطولة يحققها الفريق، وكأنها تهمس في آذان الجميع: “ما زلنا هنا، في قلوبكم وأحلامكم”.

مجزرة بورسعيد لم تكن مجرد حادث عابر، بل محطة سوداء في تاريخ الرياضة المصرية، درس قاسٍ يجب أن يبقى محفورًا في الذاكرة، ليكون تذكيرًا دائمًا بأن كرة القدم وجدت للمتعة، وليس للموت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى