ديربي الثأر.. هل ينتقم أتلتيكو من سنوات الإذلال في البرنابيو؟

الليلة، تتجه أنظار عشاق كرة القدم حول العالم نحو العاصمة الإسبانية، حيث يشهد ملعب سانتياغو برنابيو واحدة من أكثر المباريات إثارة وتشويقًا في الليجا الإسبانية، عندما يستضيف ريال مدريد غريمه أتلتيكو مدريد في ديربي جديد يحمل في طياته الكثير من التحديات والتاريخ، وربما نهاية لعقدة استمرت لسنوات.
ديربي العاصمة الإسبانية ليس مجرد مباراة عادية، بل هو صراع كروي يختزل تاريخًا طويلاً من التنافس الحاد بين الناديين، ويشكل محطة مفصلية في سباق الليجا هذا الموسم. فبينما يسعى ريال مدريد إلى تعزيز موقعه في الصدارة، يدخل أتلتيكو مدريد اللقاء بطموح كسر العقدة التي لازمته في البرنابيو منذ سنوات، فهل ينجح في تحقيق ذلك الليلة؟
أتلتيكو مدريد.. هل حان وقت كسر العقدة؟
عندما نتحدث عن مواجهات ريال مدريد وأتلتيكو مدريد على ملعب البرنابيو في الدوري الإسباني خلال السنوات الأخيرة، نجد أن كفة الفريق الملكي راجحة بشكل واضح، حيث لم يتمكن أتلتيكو من الفوز هناك منذ عام 2016، وهي عقدة تاريخية يسعى رجال دييجو سيميوني للتخلص منها الليلة.
في آخر 8 مباريات جمعت الفريقين على هذا الملعب في الليجا، لم يحقق أتلتيكو مدريد سوى انتصار واحد فقط، وكان ذلك في موسم 2015-2016، عندما قاد أنطوان جريزمان الفريق للفوز بنتيجة 1-0. لكن منذ ذلك الحين، اصطدم الروخي بلانكوس بجدار قوي، حيث تعادل في 5 مباريات وخسر في مباراتين، وهو ما يعكس الصعوبة التي يواجهها أتلتيكو عند اللعب في معقل الميرنجي.
هذا الموسم، يدخل أتلتيكو مدريد المباراة بمعنويات مرتفعة بعد انتصاره الثمين على برشلونة في الجولة الماضية بنتيجة 2-1 على ملعب مونتجويك، وهو فوز لم يكن سهلًا على الإطلاق وأظهر قوة شخصية الفريق. هذه النتيجة قد تمنح لاعبي سيميوني الدفعة النفسية التي يحتاجونها لكسر عقدة البرنابيو الليلة.
ريال مدريد.. حلم الابتعاد بالصدارة
على الجانب الآخر، يعيش ريال مدريد موسمًا مميزًا تحت قيادة كارلو أنشيلوتي، حيث تمكن الفريق من فرض نفسه كمنافس قوي على جميع الجبهات، سواء في الليجا أو دوري أبطال أوروبا. ومع احتدام المنافسة بين الثلاثي الكبير ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد، فإن الميرنجي يدرك جيدًا أن كل نقطة قد تكون حاسمة في سباق اللقب.
ريال مدريد يدرك أيضًا مدى خطورة أتلتيكو مدريد هذا الموسم، خاصة مع تحسن الأداء الهجومي للفريق تحت قيادة سيميوني، والذي لم يعد يكتفي بالدفاع الصلب فقط، بل أصبح يمتلك منظومة هجومية أكثر فاعلية بقيادة جريزمان، ألفارو موراتا، وماركوس يورينتي.
رغم ذلك، فإن الميرنجي لديه نقطة قوة واضحة في ديربيات البرنابيو، حيث لم يخسر أمام أتلتيكو في الليجا منذ 2016، وهي سلسلة إيجابية يسعى للحفاظ عليها. فالفوز الليلة لن يكون مجرد ثلاث نقاط، بل سيعني توجيه رسالة قوية لمنافسيه بأن لقب الليجا لن يكون سهل المنال هذا الموسم.
عوامل قد تحسم المواجهة
لا شك أن هناك عدة عوامل يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في تحديد هوية الفريق الفائز في ديربي الليلة، ومن أبرزها:
1. الحالة البدنية والتكتيكية للفريقين
ريال مدريد يخوض هذه المباراة بعد سلسلة من المباريات القوية في الدوري ودوري أبطال أوروبا، وهو ما قد يؤثر على اللياقة البدنية لبعض اللاعبين. في المقابل، أتلتيكو مدريد قدم أداءً رائعًا أمام برشلونة، ولكن هل يستطيع الحفاظ على نفس النسق البدني أمام ريال مدريد؟
2. تأثير سيميوني على اللاعبين
دييجو سيميوني من المدربين الذين يعرفون كيفية إشعال حماس لاعبيه في المباريات الكبيرة، والديربيات تحديدًا. أسلوبه القتالي وتحفيزه المستمر قد يكون أحد العوامل الحاسمة في قدرة أتلتيكو على كسر العقدة.
3. عامل الحظ والتوفيق
كرة القدم ليست دائمًا عادلة، وأحيانًا تكون الأمور مرهونة بتفاصيل صغيرة مثل خطأ دفاعي، تسديدة مفاجئة، أو حتى قرار تحكيمي مثير للجدل. إذا كان الحظ بجانب أتلتيكو الليلة، فقد نشهد نهاية العقدة التاريخية.
4. تأثير الجماهير
ملعب سانتياغو برنابيو سيكون ممتلئًا بجماهير ريال مدريد التي ستشكل ضغطًا إضافيًا على لاعبي أتلتيكو، ولكن في المقابل، الروخي بلانكوس ليسوا غرباء عن هذه الأجواء، وسبق لهم تقديم مباريات كبيرة هناك.
التاريخ لا يرحم.. هل يكتب أتلتيكو صفحة جديدة؟
على مدار تاريخ ديربي مدريد، كانت اليد العليا لريال مدريد، حيث يمتلك سجلًا حافلًا من الانتصارات مقارنة بأتلتيكو. لكن في السنوات الأخيرة، تمكن الروخي بلانكوس من تقليص الفجوة نوعًا ما، وأصبح أكثر قدرة على مقارعة جاره الملكي.
لكن التحدي الأكبر الليلة هو كسر سلسلة النتائج السلبية في البرنابيو، وهي مهمة ليست سهلة على الإطلاق، لكنها ليست مستحيلة. أتلتيكو مدريد يمتلك لاعبين قادرين على صنع الفارق، وإذا نجح في استغلال الفرص المتاحة وعدم ارتكاب أخطاء دفاعية، فقد يكون الليلة على موعد مع انتصار تاريخي ينهي العقدة التي استمرت لما يقارب 8 سنوات.
السيناريوهات المحتملة.. ماذا سيحدث الليلة؟
هناك ثلاثة سيناريوهات رئيسية للمباراة:
1. فوز ريال مدريد واستمرار العقدة
إذا تمكن الميرنجي من استغلال الفرص وفرض أسلوبه الهجومي، فقد نشهد استمرار تفوقه في ديربيات البرنابيو، وهو ما يعني أن أتلتيكو سيحتاج إلى الانتظار لموسم آخر لمحاولة كسر العقدة.
2. تعادل مثير
أحيانًا، في مثل هذه المباريات الكبيرة، يكون التعادل هو النتيجة الأقرب، خاصة إذا لعب الفريقان بحذر دفاعي واعتمدا على المرتدات دون المخاطرة كثيرًا.
3. انتصار أتلتيكو مدريد وكسر العقدة
إذا دخل أتلتيكو مدريد المباراة بثقة، ونجح في استغلال الفرص التي ستتاح له، فقد نشهد لحظة تاريخية في البرنابيو، حيث يكسر الروخي بلانكوس العقدة أخيرًا ويحقق أول فوز له هناك منذ 2016.
ختامًا.. من سيضحك أخيرًا؟
الليلة، سنكون على موعد مع ديربي ناري سيحدد بشكل كبير ملامح المنافسة على لقب الليجا هذا الموسم. هل يواصل ريال مدريد هيمنته في البرنابيو؟ أم أن أتلتيكو مدريد سيكتب صفحة جديدة في تاريخه ويفك عقدة استمرت 8 سنوات؟الإجابة سنعرفها عند صافرة النهاية.



