برشلونة فليك.. عودة الإمبراطورية الكتالونية نحو عرش أوروبا الغائب منذ عقد

يبدو أن نادي برشلونة الإسباني قرر أخيرًا كسر حاجز الصمت الأوروبي واستعادة هيبته التي افتقدها في دوري أبطال أوروبا خلال السنوات الماضية. فبقيادة المدرب الألماني هانز فليك، يعيش الفريق الكتالوني واحدة من أقوى نسخه في العقد الأخير، ما جعله مرشحًا بارزًا وبقوة لحصد لقب دوري الأبطال لموسم 2024/2025.

منذ توليه المسؤولية، لم يكتف فليك بإعادة ترتيب أوراق الفريق، بل زرع روحًا قتالية جديدة، وأعاد الانضباط والفعالية لأداء برشلونة على المستوى القاري. والنتيجة؟ فريق مرعب هجوميًا، منظم تكتيكيًا، وجائع للبطولات. ومع خروج منافسين كبار من البطولة، وعلى رأسهم ليفربول، بدا الطريق أكثر تمهيدًا أمام العملاق الكتالوني ليكتب فصلًا جديدًا من أمجاده الأوروبية.

الأرقام التي يحققها برشلونة هذا الموسم تُعيد للأذهان ذكريات موسم 2014/2015 التاريخي، حين تُوّج الفريق بقيادة لويس إنريكي بلقبه الأخير في دوري الأبطال. وبينما يتقدم برشلونة بثبات نحو الأدوار النهائية، تشير الإحصائيات إلى أن النسخة الحالية قد تكون الأقرب لتكرار ذلك الإنجاز بعد غياب دام 10 سنوات.

أحد أبرز المؤشرات على هذا الانفجار الكتالوني هو الثنائي الهجومي روبرت ليفاندوفسكي ورافينيا، حيث نجح كل منهما في تسجيل 10 أهداف حتى الآن في النسخة الجارية من دوري الأبطال. وبذلك، أصبحا أول ثنائي من برشلونة يحقق هذا الرقم في نفس النسخة منذ تألق ميسي ونيمار في 2014/2015، وكرروا إنجاز ثلاثي ليفربول الشهير صلاح وماني وفيرمينو من موسم 2017/2018.

وليس ذلك فحسب، بل أن برشلونة تحت قيادة فليك سجل 36 هدفًا في البطولة حتى الآن، وهو رقم لم يسبق أن وصل إليه الفريق سوى في موسمي 2008/2009 و1999/2000. وإذا استمر الفريق بهذا الزخم، فقد يتجاوز الرقم القياسي المسجل بـ45 هدفًا في موسم 1999/2000.

أما على مستوى الأداء العام، فقد تحوّل الفريق إلى ماكينة أهداف لا تعرف الرحمة. فقد نجح برشلونة هذا الموسم في تسجيل 4 أهداف أو أكثر في 21 مباراة بمختلف المسابقات، متفوقًا على رقم موسم الثلاثية الشهير 2014/2015، والذي توقف فيه هذا الرقم عند 18 مباراة فقط.

برشلونة اليوم ليس فقط في أفضل حالاته منذ سنوات، بل هو فريق يُرعب الخصوم ويُبهر المحللين، وكل الطرق باتت تؤدي إلى ويمبلي… حيث ينتظر اللقب الغائب من يرفعه من جديد.