كاف يهز الذاكرة.. نهاية كأس أسطوري رُفع بدموع وأحلام!

هناك كؤوس تُرفع… وهناك كؤوس تُخلّد. وبين كل بطولة وبطولة، يظهر كأس يسرق القلوب، يلتصق بالذاكرة، ويصير جزءًا من هوية المشجعين. كأس دوري أبطال إفريقيا الحالي ليس مجرد معدن مطلي بالذهب، بل شاهد على أعظم لحظات القارة، دموعها وأفراحها، معاركها الكروية الملحمية، وذكرياتها التي لا تُنسى. لكن، وبشكل مفاجئ، قرر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) أن يُسدل الستار على هذا الرمز، ويستبدله بكأس جديدة… وكأننا نودّع صديقًا عزيزًا عشناه في كل نسخة منذ 2007.

في بيان رسمي مثير، أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف” تغيير تصميم كأس دوري أبطال إفريقيا، على أن يتم الكشف عن الشكل الجديد في 22 مايو المقبل، قبل المباراة النهائية التي ستجمع بيراميدز المصري وماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي في مدينة جوهانسبرج.

القرار المفاجئ يأتي قبل محطة ختامية مرتقبة في نسخة استثنائية، ولكن ما خطف الأضواء فعلًا هو أن الكأس الحالية، التي أضحت أيقونة إفريقية، ستغادر الساحة بعد 17 عامًا من التألق.

ظهر هذا التصميم لأول مرة في نسخة 2007، ومنذ ذلك الحين أصبح مرادفًا للمجد القاري. خلال هذه الفترة، حمل الأهلي المصري الكأس 7 مرات، ليصبح النادي الأكثر تتويجًا بالشكل الحالي، فيما رفعه الترجي التونسي 3 مرات، من بينها نهائي 2019 الشهير، والذي ما زال عالقًا في الأذهان بعد انسحاب فريق الوداد المغربي اعتراضًا على التحكيم.

أما الزمالك، فقد فشل في ملامسة هذا الكأس رغم اقترابه مرتين: في 2016 أمام صن داونز، وفي 2020 أمام الغريم التقليدي الأهلي. وتبقى آخر مرة توج فيها الزمالك بلقب دوري أبطال إفريقيا تعود إلى عام 2002، عندما تفوق على الرجاء المغربي، أي قبل ظهور الكأس التي نحن بصدد توديعها.

رحيل الكأس لا يعني فقط نهاية تصميم… بل هو ختام لفصل طويل من الروايات، ربما تفتح الكأس الجديدة بابًا لذكريات مختلفة، ولكن الكأس الراحلة ستبقى محفورة في وجدان القارة، بكل أهدافها واحتفالاتها… وكل الآهات التي سببتها.