الأهلي والفرق المكسيكية.. تاريخ من المنافسة والذكريات المونديالية

لطالما كانت بطولة كأس العالم للأندية الساحة التي تجمع أندية العالم في مواجهات لا تُنسى، وقد شهدت هذه البطولة صراعات كروية مثيرة بين الأهلي المصري والفرق المكسيكية. يمثل الأهلي أكبر أندية القارة الإفريقية، وحامل راية الكرة المصرية في المحافل الدولية، بينما تمثل الفرق المكسيكية كرة أمريكا الشمالية بأداء مميز وقوة هجومية لافتة. عبر السنوات، تواجه الأهلي مع الفرق المكسيكية خمس مرات، في مباريات حُفرت في أذهان الجماهير، بين انتصاراتٍ تُسعد القلوب وخسائر تُلهم الإصرار على الثأر.
البداية.. كلوب أمريكا وكسر الجليد
كانت أول مواجهة بين الأهلي وأحد الفرق المكسيكية في نسخة 2006 من بطولة كأس العالم للأندية التي أقيمت في اليابان، حينما التقى المارد الأحمر بفريق كلوب أمريكا في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع. دخل الأهلي اللقاء برغبة كبيرة في تحقيق إنجازٍ عالمي، لكن الفريق المكسيكي كان في الموعد ونجح في خطف الفوز، ليترك الأهلي يبحث عن انتصاره الأول أمام الفرق المكسيكية في النسخ المقبلة.
2008.. ليلة سقوط الأهلي أمام باتشوكا
بعد عامين فقط، عاد الأهلي ليواجه فريقًا مكسيكيًا جديدًا، وهذه المرة كان الخصم هو باتشوكا، في ربع نهائي نسخة 2008 التي أُقيمت أيضًا في اليابان. بدأ الأهلي المباراة بكل قوة، حيث تقدم بهدفين رائعين؛ الأول عن طريق رأسية متقنة من الأنجولي فلافيو، والثاني سجله مدافع باتشوكا بالخطأ في مرماه، ليبدو أن الأهلي في طريقه لحسم التأهل بسهولة.
لكن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن، إذ شهدت المباراة واحدة من أكثر الانهيارات الغريبة في تاريخ الفريق. عاد باتشوكا في الشوط الثاني ونجح في إدراك التعادل عبر لويس مونتيس وكريستيان خيمينيز، ليتجه الفريقان إلى الأشواط الإضافية. وفي الوقت الإضافي، استمر الانهيار الأهلاوي، حيث تلقت شباك الحارس أمير عبد الحميد هدفين آخرين عبر داميان ألفاريز وكريستيان خيمينيز، لينتهي اللقاء بخسارة قاسية للأهلي بنتيجة 4-2.
مونتيري.. كابوس ثلاثي
تقابل الأهلي مع فريق مونتيري المكسيكي في ثلاث مناسبات، كانت كل منها تحمل ظروفًا خاصة وأحداثًا مثيرة.
2012: خسارة ثالث المركز
في نسخة 2012 التي أُقيمت في اليابان، لعب الأهلي ضد مونتيري في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع. ورغم أن الأهلي كان في حالة معنوية جيدة بعد تخطي عقبات صعبة في البطولة، إلا أن الفريق المكسيكي تفوق بثنائية نظيفة، لينجح في اقتناص المركز الثالث بينما اكتفى الأهلي بالمركز الرابع.
2014: هزيمة ثقيلة في المغرب
في نسخة 2014 التي أُقيمت في المغرب، كانت مواجهة الأهلي ضد مونتيري أكثر قسوة. لعب الفريقان مباراة تحديد المركزين الخامس والسادس، لكن الأهلي تلقى واحدة من أثقل هزائمه في البطولة بخسارة قاسية بنتيجة 5-1، وهي مباراة تركت أثرًا كبيرًا في نفوس الجماهير الأهلاوية.
2022: انتصار تاريخي رغم الظروف الصعبة
عاد الأهلي للقاء مونتيري مجددًا في نسخة 2022، لكن هذه المرة كانت الظروف أصعب من أي وقت مضى. أقيمت المباراة في توقيت متزامن مع بطولة كأس أمم إفريقيا بالكاميرون، ما أدى إلى غياب معظم لاعبي الفريق الدوليين. ورغم النقص العددي الكبير، قدم الأهلي أداءً بطوليًا وتمكن من تحقيق فوز غالٍ بهدف نظيف سجله اللاعب محمد هاني. هذا الفوز كان بوابة الأهلي لتحقيق الميدالية البرونزية في البطولة، وهو ما اعتبر إنجازًا استثنائيًا في ظل الظروف المحيطة.
نظرة على المواجهات.. دروس وتحديات
بإجمالي خمس مواجهات، حقق الأهلي انتصارين على الفرق المكسيكية، بينما تعرض للهزيمة في ثلاث مباريات. هذه المباريات ليست مجرد أرقام، بل هي دروس وتجارب أثرت في تاريخ النادي الأكبر في إفريقيا. كما أن الخسائر التي تلقاها الأهلي أمام الفرق المكسيكية، خصوصًا باتشوكا ومونتيري، مثلت دافعًا كبيرًا للفريق لإعادة البناء والتركيز على تطوير الأداء في البطولات العالمية.
طموح المستقبل
يبقى حلم تحقيق إنجازات أكبر في مونديال الأندية حاضرًا لدى الأهلي وجماهيره. المواجهات السابقة مع الفرق المكسيكية، بما تحمله من أفراح وانكسارات، لا تزال تشكل جزءًا من ذاكرة النادي، لكنها أيضًا تدفع اللاعبين نحو الطموح لإثبات أنفسهم على الساحة العالمية والرد على الخصوم بمزيد من الانتصارات.
ختامًا، تحمل مباريات الأهلي أمام الفرق المكسيكية قيمة خاصة لجماهير الفريق. هي مواجهات تثبت أن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل هي مشاعر وقصص تُكتب بحروف من ذهب في صفحات التاريخ الرياضي. ومع كل مواجهة جديدة، يظل الأمل موجودًا لتحقيق المجد والارتقاء بمكانة الأهلي في الساحة العالمية.