بيب جوارديولا والسيتيزنز.. هل فقدوا الوصفة السحرية؟

لأربع سنوات متتالية، وقف مانشستر سيتي على عرش الكرة الإنجليزية، حاصدًا الدوري الإنجليزي الممتاز بجدارة واستحقاق، وفي الموسم الماضي، أضاف إلى خزائنه أعز الألقاب الأوروبية، دوري أبطال أوروبا، ليؤكد أنه الفريق الذي لا يعرف المستحيل، تحت قيادة المدرب العبقري بيب جوارديولا، قدم السيتي نموذجًا لا يُضاهى من الكرة الشاملة، الممزوجة بالإبداع التكتيكي والسيطرة المطلقة على تفاصيل المباريات. ولكن، ها هو الموسم الحالي يحمل مفاجآت غير سارة لجماهير “السيتزينز”. الفريق الذي كان مرعبًا لكل خصومه، يجد نفسه في المركز الرابع بعد مرور 15 جولة فقط، متكبدًا أربع هزائم، ومبتعدًا عن مستواه المعهود.

فما السبب وراء هذا التراجع؟ هل هو إرهاق اللاعبين بعد موسم تاريخي؟ أم أن جوارديولا نفسه يعاني من أزمة تكتيكية؟ أم أن هناك عوامل أخرى لا تبدو واضحة للعيان؟

أزمة تراجع الأداء.. الأسباب المحتملة

التراجع الحالي لمانشستر سيتي يثير العديد من التساؤلات، خاصةً أن التغيير في قائمة اللاعبين والمدرب يكاد يكون معدومًا، لكن كرة القدم لا تعترف بالثبات، وهناك عوامل عدة قد تُفسر هذا الانخفاض.

1. الإرهاق البدني والذهني

بعد مواسم طويلة وشاقة حصد فيه مانشستر سيتي بطولات تاريخية، بما في ذلك دوري الأبطال، من الطبيعي أن يشعر اللاعبون بالإرهاق البدني والذهني، التحديات المستمرة والمطالب العالية قد تؤدي إلى انخفاض الدافع لدى بعض اللاعبين.

2. تراجع جماعي أم فردي؟

في بعض الأحيان، قد تتراجع مستويات اللاعبين الكبار بشكل جماعي، وهو ما يبدو أنه حدث مع السيتي. لاعبو الخط الأمامي، مثل إيرلينغ هالاند، لم يكونوا بنفس الفاعلية التهديفية كما كانوا في الموسم الماضي. وحتى خط الدفاع، الذي كان ركيزة أساسية في قوة الفريق، بدا أقل صلابة.

4. التغييرات التكتيكية لجوارديولا

بيب جوارديولا معروف بمرونته التكتيكية، ولكن في بعض الأحيان قد تؤدي التعديلات المستمرة إلى حالة من عدم الاستقرار داخل الفريق, تبدو فلسفة المدرب الإسباني، التي تعتمد على السيطرة والاستحواذ، بحاجة إلى تجديد أو تعديل لمواكبة تطور الفرق المنافسة.

5. تصاعد مستوى المنافسين

في الوقت الذي يعاني فيه السيتي من التراجع، هناك فرق أخرى تستغل هذه الفرصة للظهور. أندية مثل ليفربول، أرسنال، وحتى توتنهام، أظهرت مستويات قوية هذا الموسم، مما زاد من صعوبة المنافسة على القمة.

هل يستطيع السيتي العودة؟

بالرغم من هذه العوامل، لا يزال من الخطأ استبعاد مانشستر سيتي من سباق المنافسة على اللقب، جوارديولا يمتلك خبرة كافية للتعامل مع مثل هذه الأزمات، والفريق لديه الجودة والعمق اللازم للعودة إلى سكة الانتصارات. لكن الأمر يتطلب إعادة ضبط الأمور سريعًا، سواء على مستوى الدوافع النفسية للاعبين أو التعديلات التكتيكية التي تعيد الفريق إلى مستواه الحقيقي.

 الكرة في ملعب جوارديولا

مانشستر سيتي هو فريق اعتاد التغلب على العقبات وتجاوز التحديات. تراجعه الحالي قد يكون مجرد كبوة قصيرة، أو قد يتحول إلى بداية النهاية لحقبته الذهبية. القرار الآن في يد جوارديولا ولاعبيه، الذين يحتاجون لإعادة إشعال روح الفريق واستعادة عقلية الانتصارات. الموسم لا يزال طويلًا، والتاريخ يخبرنا أن السيتي يعرف كيف ينهض من جديد.