11 بطولة ثم الانهيار.. لماذا خان كولر ثقة الجماهير؟

لا شك أن نادي الأهلي يظل واحدًا من أعظم الأندية في تاريخ كرة القدم الإفريقية والعربية لكن في الفترة الأخيرة، يبدو أن هذا العملاق الرياضي يمر بمرحلة صعبة على المستويات الفنية والإدارية، وهو ما جعل جماهيره تتساءل، ماذا حدث؟ هل هو مجرد تراجع طبيعي أم أن هناك أزمة حقيقية تهدد استقرار الفريق؟ في بدايته مع الأهلي، كانت الكؤوس في متناول اليد، ولكن مع مرور الوقت، تعرّض الفريق لعدة هزات كان أبرزها الخسارة في السوبر الإفريقي، ومن ثم الهزيمة المريرة أمام باتشوكا المكسيكي في نصف نهائي كأس الإنتركونتيننتال، على الرغم من التوقعات التي كانت تضع الفريق في مصاف الأبطال.
أداء الأهلي في دوري أبطال إفريقيا أيضاً لم يكن على المستوى المطلوب فحتى وإن تمكن من الصعود إلى الدور التالي، لم يكن ذلك بسبب التفوق الواضح في الأداء، بل بصعوبة بالغة، ما جعل موقفه في البطولة غير مستقر، حيث فاز بأداء ضعيف في مباراة الهلال السوداني، مما جعل مصيره مربوطاً بمباراة العودة، بالإضافة إلى بعض المباريات الأخرى التي شهدت تراجعاً ملحوظاً في الأداء. وبينما يتوقع الجميع من الأهلي أن يعود لمستواه المعهود، يبرز السؤال: ما الذي يحدث مع المدرب السويسري مارسيل كولر الذي حقق مع الفريق العديد من البطولات وكان أحد أبرز الشخصيات في تاريخ النادي الأهلي؟
كولر والمراحل الذهبية.. هل بدأ التاريخ ينسى مجد الأمس؟
عندما تولى كولر قيادة الأهلي في موسم 2022، كان النادي في حاجة إلى تجديد الدماء بعد فترة من الصراع على البطولات المحلية والدولية، ولكن بعد موسم أول استثنائي مع الأهلي، حيث نجح في قيادة الفريق لتحقيق 11 بطولة هامة، أصبح اسمه جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الأهلي الحديث. كولر لم يحقق فقط البطولات، بل أصبح ثالث مدرب في تاريخ النادي الأهلي من حيث عدد البطولات التي حققها مع الفريق، وهو ما يضعه في مكانة خاصة لدى الجماهير.
لكن مع مرور الوقت، بدأ الوضع يتغير، التراجع الملحوظ في الأداء، سواء على مستوى اللاعبين أو طريقة اللعب، كان لافتًا للأنظار. هل فقد كولر توهجه؟ أم أن الأهلي يمر بمرحلة صعبة تتطلب وقتًا وتغيرات جذرية؟
الأهلي في موسم الكوارث.. لماذا خسر الفريق السوبر الإفريقي؟
البداية كانت غير موفقة في السوبر الإفريقي، حيث خرج الأهلي من البطولة بخيبة أمل كبيرة. فقد خسر أمام الزمالك في مباراة لم يكن فيها الفريق في أفضل حالاته، وهو ما فجر التساؤلات حول حالة الفريق الفنية والذهنية.
بعدها، كانت الصدمة أكبر عندما ودع الأهلي الإنتركونتيننتال على يد باتشوكا المكسيكي في نصف النهائي، بعد مباراة تاريخية انتهت بركلات الترجيح، وهو ما شكل صدمة للأهلي وجماهيره كان الجميع يعتقد أن الأهلي قادر على الذهاب بعيدًا في البطولة، خاصة مع وجود كولر في القيادة الفنية، ولكن الخروج في هذه المرحلة كان بمثابة ناقوس خطر للفريق والجهاز الفني على حد سواء.
دور المجموعات لدوري الأبطال.. الأهلي ينجو بالمعجزة
في دوري أبطال إفريقيا، كانت مرحلة المجموعات بمثابة اختبار صعب للأهلي الأداء لم يكن على مستوى التوقعات، بل كان هناك حالة من الارتباك الفني والذهني، مما جعل الفريق يصعد إلى الدور ربع النهائي بصعوبة، بعدما جمع 11 نقطة من 6 مباريات.ورغم أن الأهلي استطاع التأهل، فإن المستوى الفني الذي قدّمه في هذه المباريات كان بعيدًا عن الجودة التي تعود عليها جماهيره.
مباراة الهلال السوداني.. فوز شاق يبعث القلق
مباراة الأهلي والهلال السوداني في ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا كانت بمثابة اختبار حقيقي لمدى قدرة الفريق على العودة لمستواه، رغم الفوز، كان الأداء بعيدًا عن المستويات المطلوبة، الفريق لم يظهر بالشكل المعتاد، وكان هناك ارتباك واضح في خطوطه، وهو ما أثار قلق الجماهير حول قدرة كولر على تصحيح الأوضاع في المباريات المقبلة.
هل فقد كولر لمسته السحرية؟
الحديث عن تراجع كولر الفني في هذه الفترة يشير إلى تساؤلات عديدة. فكيف لهذا المدرب الذي كان يعتبر المايسترو الذي يقود الفريق نحو المجد أن يظهر على هذه الصورة؟ هناك من يرى أن ضغوط المباريات الكثيرة وقوة المنافسة بدأت تؤثر عليه، بينما يعتقد آخرون أن الفريق يمر بمرحلة صعبة تحتاج إلى تغيير بعض اللاعبين أو حتى أسلوب اللعب.
ورغم أن كولر يعد من أبرز المدربين في تاريخ النادي الأهلي، إلا أن الجميع يتساءل الآن عن سر هذا التراجع هل هو مجرد منحنى طبيعي في مسيرة المدرب أم أن هناك مشكلات عميقة تستدعي إصلاحات جذرية في الفريق؟
ما الذي يحتاجه الأهلي في الفترة القادمة؟
أمام كولر والأهلي تحديات كبيرة في الفترة المقبلة. لا بد من العمل على استعادة توازن الفريق، سواء على الصعيد الفني أو الذهني الفريق بحاجة إلى تطوير أدائه في المباريات المقبلة، خصوصاً مع تزايد الضغوط في البطولات القارية والمحلية.
لا بد من إعادة بناء ثقة اللاعبين في أنفسهم، وتحديد أخطاء الخطط التي أدت إلى التراجع في الأداء. هل يحتاج كولر إلى التدخل في خططه، أم أن المشاكل تكمن في اللاعبين أنفسهم؟ على الرغم من الصعوبات الحالية، لا يزال هناك أمل في العودة للأداء الرائع الذي اعتادت عليه جماهير الأهلي.
الخاتمة:
في النهاية، يعكس تراجع أداء الأهلي في الفترة الأخيرة التحديات الكبيرة التي يواجهها النادي في مرحلة حساسة من مسيرته. صحيح أن المدرب مارسيل كولر حقق نجاحات ضخمة، إلا أن الوضع الحالي يستدعي الوقوف معًا من أجل تجاوز هذه الأزمة والعودة إلى الطريق الصحيح. الجماهير الأهليّة تنتظر من كولر، كأحد أبرز مدربي الفريق، أن يتجاوز هذا التحدي وأن يثبت أن التراجع كان مجرد مرحلة عابرة في طريق طويل مليء بالإنجازات والبطولات.
فهل سيكون كولر قادرًا على إعادة الفريق إلى القمة؟ أم أن هناك ما هو أعمق وراء هذه الأزمات؟ الأيام القادمة ستكون كفيلة بالإجابة