أهم المباريات
جاري تحميل جدول المباريات
شاهد كل المباريات
آخر الأخبارالأندية

ثورة أرني سلوت.. كيف تفوق الهولندي على أسطورة ليفربول في 330 يومًا فقط؟

في كرة القدم، لا تحكم الألقاب وحدها على عظمة المدربين، بل التوقيت، والتأثير، والقدرة على صناعة المجد بسرعة البرق. وبينما كانت جماهير ليفربول لا تزال تعيش في ظلال يورجن كلوب، الرجل الذي أعاد للأنفيلد بريقه بعد سنوات التيه، ظهر أرني سلوت كالإعصار الذي لا يرحم. تسعة أشهر فقط كانت كافية ليقلب الطاولة على كل التوقعات، ويُثبت أن الأساطير يمكن أن تُصنع أسرع مما نتخيل.

الرهان كان يبدو خاسرًا في البداية. المدرب الهولندي الشاب وجد نفسه محاصرًا بالشكوك والانتقادات منذ أول لحظة وطأت فيها قدماه أرض ميرسيسايد. كيف لهذا القادم من فينورد أن يعيد تكرار إنجازات كلوب، أو حتى يقترب منها؟ ولكن سلوت لم ينتظر كثيرًا للرد… اختار أن يتحدث بلغة الأرقام، والألقاب، والسطر المكتوب بحروف من ذهب في تاريخ النادي.

عندما تطرح سؤالًا بسيطًا: من الأحق بأن يعطي الآخر درسًا في النجاح مع ليفربول؟ يورجن كلوب الذي قضى تسع سنوات كاملة في قيادة الريدز، أم أرني سلوت الذي لا يزال في موسمه الأول؟ الإجابة الفطرية ستقودك إلى كلوب، ولكن الحقيقة على أرض الواقع جاءت صادمة ومغايرة تمامًا.

أرني سلوت، الذي تولى تدريب ليفربول منذ أقل من عام، على أعتاب كتابة أول إنجاز ضخم له مع الفريق الأحمر، إذ بات على بعد ساعات قليلة من حسم لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم 2024/2025 رسميًا. كل ما يحتاجه المدرب الهولندي لتحقيق ذلك هو الفوز أو التعادل أمام توتنهام الليلة في الجولة الرابعة والثلاثين من المسابقة.

الأمر لا يتوقف فقط على مجرد التتويج؛ بل الطريقة التي اقتنص بها سلوت المجد تستحق وقفة مطولة. ففي حال فوزه أو تعادله اليوم، سيرفع رصيد ليفربول إلى 80 أو 82 نقطة، وهو ما يكفي لإحراز اللقب قبل أربع جولات كاملة على نهاية البطولة. وهنا تأتي المفارقة الكبرى: يورجن كلوب، بكل عبقريته، فشل في تحقيق هذا الإنجاز المبكر رغم حصده أرقامًا قياسية في نقاط الدوري. فقد جمع الألماني 97 نقطة في موسم، و92 نقطة في آخر، دون أن يتوج باللقب، ولم يحقق الحلم إلا في موسم 2019/2020 بعد 1722 يومًا من تعيينه.

على النقيض، سلوت يدخل اليوم التاريخ من أوسع أبوابه، متجهًا بقوة ليصبح رابع أسرع مدرب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز تحقيقًا للقب، خلال 330 يومًا فقط من توليه المهمة. سيسبقه فقط ثلاثة عمالقة هم كارلو أنشيلوتي، وأنطونيو كونتي، وكلاوديو رانييري.

وليس مبالغة أن نقول إن ما يفعله سلوت اليوم يتجاوز حدود التتويج، إلى إعادة تعريف ماهية النجاح مع ليفربول: سرعة الحسم، كفاءة الأداء، وقهر الشكوك قبل أن تستفحل. وبينما احتاج كلوب لسنوات كي يضع بصمته الخالدة، سلوت كتب اسمه بأحرف نارية في أقل من عام.

ليبقى السؤال قائمًا للأبد: هل نشهد بداية عصر جديد في الأنفيلد بقيادة أرني سلوت؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى