جوكر مانشستر يونايتد.. كيف أصبح جارناتشو سلاح أموريم السري؟

في ليلة أخرى من الدراما الكروية، واصل أليخاندرو جارناتشو إثبات أنه ليس مجرد موهبة صاعدة في مانشستر يونايتد، بل لاعب قادر على صنع الفارق حين يكون الفريق في أمسّ الحاجة إليه. لم يكن أداء يونايتد أمام ليستر سيتي في كأس الاتحاد الإنجليزي مُقنعًا، بل بدا الفريق في طريقه نحو خيبة جديدة بعد شوط أول خالٍ من أي محاولات خطيرة على المرمى. ولكن بمجرد دخول جارناتشو إلى أرض الملعب، تغير كل شيء، وكأن الأرجنتيني الشاب ضغط على زر إعادة التشغيل لفريقه.
السرعة، الجرأة، والقدرة على كسر خطوط الدفاع كانت العوامل التي حولت يونايتد من فريق عاجز إلى فريق يهاجم بشراسة. لم يحتج جارناتشو إلى وقت طويل لترك بصمته، فبمجرد نزوله، بدأ في إزعاج دفاعات ليستر، مُجبرًا إياهم على التراجع. كانت إحدى لحظاته الأبرز في اللقاء عندما سدد كرة قوية كادت أن تعانق الشباك لولا العارضة التي وقفت في وجهه بعد تصدٍ مذهل من المدافع كاليب أوكولي. لم يكن ذلك سوى بداية تأثيره الفوري.
وجاءت لقطة المباراة الحاسمة عندما شق طريقه داخل منطقة الجزاء بمهارة، مرسلًا كرة عرضية أربكت دفاع ليستر، ليجد جوشوا زيركزي نفسه في المكان المناسب لتسجيل هدف التعادل. وكأن تأثير جارناتشو لم يكن كافيًا، استمر في ممارسة ضغطه الهجومي حتى تسبب في ركلة حرة حاسمة إثر لمسة يد ارتكبها جيمس جاستن داخل المنطقة. لم يفوت هاري ماجواير الفرصة، وسجل هدف الفوز في اللحظات الأخيرة، ليخرج يونايتد منتصرًا بفضل اللمسات السحرية لنجمه الشاب.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل يستطيع مانشستر يونايتد الاستغناء عن جارناتشو؟ في الوقت الذي كان فيه الحديث عن إمكانية رحيله خلال فترة الانتقالات الشتوية، جاءت هذه المباراة لتؤكد أن النادي لا يمكنه تحمل خسارة لاعب بمثل هذه الأهمية. جارناتشو ليس مجرد جناح سريع، بل لاعب يملك قدرة فريدة على تغيير إيقاع اللعب، وإضافة عنصر المفاجأة في اللحظات الحاسمة.
روبن أموريم، المدير الفني الجديد، يبدو مقتنعًا بقدراته، والدليل على ذلك أنه يعتمد عليه سواء كأساسي أو كورقة رابحة من دكة البدلاء. ولكن رغم موهبته الواضحة، لا يزال جارناتشو بحاجة إلى تحسين بعض الجوانب في لعبه، أبرزها اتخاذ القرارات في الثلث الأخير من الملعب. ففي بعض الأحيان، يفرط في الاحتفاظ بالكرة أو يتخذ خيارات خاطئة في التمرير والتسديد. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن هذه أمور طبيعية للاعب في عمره، وأنه مع مزيد من الخبرة والتوجيه، قد يصبح أحد أعمدة يونايتد في السنوات القادمة.
الآن، ومع استمرار الفريق في البحث عن الاستقرار والعودة إلى المنافسة على الألقاب، فإن الحفاظ على جارناتشو يجب أن يكون أولوية قصوى للإدارة. لاعب يملك السرعة، المهارة، والجرأة لا يُعوَّض بسهولة، خاصة في ظل حاجة يونايتد إلى لاعبين يستطيعون صناعة الفارق في المباريات الكبرى. وإذا كان النادي يرغب في استعادة مكانته بين الكبار، فإنه بحاجة إلى لاعبين مثل جارناتشو، ممن لا يخشون المجازفة ويملكون الشغف لتغيير مجريات المباريات في أي لحظة.
ليلة الانتصار على ليستر سيتي ربما كانت مجرد مباراة أخرى في جدول مزدحم، لكنها حملت رسالة واضحة: جارناتشو ليس مجرد موهبة واعدة، بل نجم في طور التكوين. وبينما يستمر يونايتد في بناء مستقبله، فإن بقاء اللاعب الأرجنتيني داخل أسوار أولد ترافورد قد يكون أحد أفضل القرارات التي يمكن للنادي اتخاذها.