500 مباراة ولم يفز بها بعد.. متى يكتب مبابي اسمه بجوار الأساطير؟

في كرة القدم، هناك لحظات تصنع التاريخ، وأسماء تُكتب بأحرف من ذهب، وأرقام تتحول إلى أساطير تُروى للأجيال. واليوم، نحن أمام لحظة فارقة في مسيرة أحد ألمع نجوم الجيل الحالي، لاعب استثنائي جمع بين السرعة القاتلة، والمهارة الفائقة، والحس التهديفي الذي لا يرحم.. إنه كيليان مبابي، الفتى الذي خطف الأضواء منذ أن وطأت قدماه ملاعب الكبار، وأصبح واحدًا من أبرز نجوم اللعبة في العقد الأخير.
بدأ مبابي رحلته من أحياء بوندي الفقيرة في باريس، حيث كان طفلًا يعشق الكرة بجنون، يراوغ بين الأزقة، ويحلم بأن يصبح أحد كبار اللعبة. لم يكن مجرد حلم عابر، بل كان قدرًا مكتوبًا لهذا الشاب الموهوب، الذي اقتحم عالم الاحتراف مبكرًا مع موناكو، وخطف الأضواء بموهبته الفريدة، ليتحول سريعًا إلى نجم عالمي مع باريس سان جيرمان. والآن، بعدما أكمل انتقاله إلى ريال مدريد، يبدو أن كل الظروف أصبحت مهيأة ليكتب فصلًا جديدًا في كتاب الأساطير.
مقارنة بالأرقام.. أين يقف مبابي أمام ميسي ورونالدو؟
عندما يصل نجم بحجم مبابي إلى 500 مباراة، لا بد أن نقارنه بأعظم اللاعبين في العصر الحديث.. ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو.
كريستيانو رونالدو وصل إلى مباراته الـ500 في 14 سبتمبر 2011، عندما كان لاعبًا في ريال مدريد، وكان قد حقق بالفعل كرة ذهبية واحدة، وسجل عددًا هائلًا من الأهداف، إلى جانب تتويجه بعدة ألقاب محلية وقارية.
ليونيل ميسي بدوره، وصل إلى نفس الرقم في 2010، وكان قد تُوج بالكرة الذهبية مرتين بالفعل، وكان يُنظر إليه على أنه أحد أعظم اللاعبين في التاريخ، رغم أنه لم يكن قد بلغ عامه الخامس والعشرين بعد.
كيليان مبابي، رغم وصوله إلى 500 مباراة بأداء مميز، إلا أنه لم يحظَ حتى الآن بشرف الفوز بالكرة الذهبية، وهو أمر يثير التساؤلات حول ما إذا كان هذا العام هو موعده المنتظر لتدوين اسمه بجانب الأساطير.

هل 2025 هو عام مبابي؟
الكرة الذهبية ليست مجرد جائزة فردية، بل انعكاس لمسيرة اللاعب خلال العام، ومدى تأثيره في البطولات الكبرى. بالنسبة لمبابي، فإن انتقاله إلى ريال مدريد يفتح أمامه أبواب المجد، حيث سيتاح له القتال على دوري أبطال أوروبا، وهي البطولة التي دائمًا ما تكون عاملًا حاسمًا في سباق الكرة الذهبية.
كما أن بطولة يورو 2024 قد تلعب دورًا كبيرًا، فلو تمكن مبابي من قيادة فرنسا للفوز باللقب، فسيكون قد وضع قدمًا على منصة التتويج بالجائزة الأغلى، تمامًا كما فعل ميسي بعد تتويجه بكوبا أمريكا 2021، ورونالدو بعد يورو 2016.
الخاتمة.. هل يكسر مبابي العقدة؟
500 مباراة، مئات الأهداف، عشرات البطولات، ولكن ما زالت هناك حلقة مفقودة في مسيرة كيليان مبابي.. الكرة الذهبية! فهل يكون 2025 هو العام الذي ينهي فيه هذه العقدة، ويرفع الجائزة الفردية الأهم في العالم؟ أم أن هناك من سيقف في طريقه، ويؤجل حلمه لعام آخر؟ الأيام وحدها ستكشف لنا الحقيقة، لكن ما لا شك فيه، أن مبابي لم يقل كلمته الأخيرة بعد!