حسم اللقب وسقوط الكبار.. نهاية مشتعلة للدوري الإنجليزي 2025 بين حلم ليفربول وكابوس الهبوط

عندما تتحدث عن الإثارة، فلا يمكن أن تتجاهل الدوري الإنجليزي الممتاز، البطولة التي لا تعرف المستحيل ولا تسير وفق التوقعات، بل تبقى حتى اللحظة الأخيرة حبلى بالمفاجآت. ومع اقتراب موسم 2024/2025 من نهايته، أصبح المشهد أكثر اشتعالًا من أي وقت مضى، سواء في سباق التتويج أو في معركة الهبوط، حيث تتحرك الأندية على خيوط رفيعة بين الحلم والانهيار.

الموسم الجاري لم يكن كأي موسم، فالأحداث الدرامية لم تغب عن جولة واحدة، والتحولات كانت عنوان كل أسبوع. وبينما تتجه الأنظار إلى قمة جدول الترتيب حيث يسعى ليفربول لانتزاع اللقب من بين أنياب الجميع، هناك من يقاتل في صمت لإنقاذ نفسه من الغرق في مستنقع الهبوط إلى التشامبيونشيب، وهي الكلمة التي يخشاها الجميع في إنجلترا.

ليفربول يضع يدًا على الكأس.. ولكن الحذر واجب

في مشهد لم يكن مألوفًا خلال المواسم القليلة الماضية، تصدّر ليفربول جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد مرور 31 جولة، محققًا 73 نقطة، ومتقدمًا بفارق مريح نسبيًا عن أرسنال الوصيف الذي يمتلك 62 نقطة. هذا الفارق المكون من 11 نقطة لا يضمن شيئًا بعد في بطولة عوّدتنا دائمًا على المفاجآت.

تحت قيادة الهولندي آرني سلوت، استطاع “الريدز” أن يعيدوا لأنصارهم الأمل في استعادة لقب غالٍ غاب عن خزائن النادي منذ موسم 2019/2020، ورغم الإرهاق وكثافة المباريات، فإن ليفربول أظهر شخصية البطل في أكثر من اختبار صعب، وكانت أبرزها الانتصارات في مباريات الديربي والصمود أمام الفرق الكبرى.

ويحتاج ليفربول فقط إلى 11 نقطة من أصل 24 متبقية ليحسم اللقب رسميًا، حتى في حال فوز أرسنال بكل مبارياته، ما يعني أن مصير البطولة لا يزال في يده تمامًا. الحسابات واضحة، والطريق ممهد نظريًا، ولكن هل يكون الواقع بهذه البساطة؟

أرسنال.. محاولة اللحاق بالحلم

على الجبهة الأخرى، لا يزال أرسنال يحاول الإبقاء على آماله، ولو كانت ضئيلة. الفريق اللندني تحت قيادة ميكيل أرتيتا قدم موسمًا مستقرًا على الصعيد الدفاعي، لكنه لم يكن بالمستوى الذي يؤهله لمجاراة ليفربول في ماراثون النقاط. 17 انتصارًا و11 تعادلًا و3 هزائم ليست حصيلة سيئة، ولكنها لا تكفي لتجاوز فريق منظم مثل ليفربول.

الأمل الوحيد لأرسنال الآن هو تعثر “الريدز” في أكثر من مناسبة، مع تحقيق العلامة الكاملة في مبارياته القادمة، وهو أمر قد يكون أقرب إلى المعجزة، لكنه ليس مستحيلًا في عالم البريميرليج.

سيناريوهات التتويج.. متى يُعلن ليفربول بطلًا رسميًا؟

السيناريو الأقرب حاليًا يشير إلى أن ليفربول قد يحسم البطولة رسميًا قبل نهاية الشهر الحالي. إذا واصل سلسلة انتصاراته وحقق الفوز في مبارياته الأربع المقبلة – التي تشمل لقاءً ناريًا أمام توتنهام في 27 أبريل – فقد يضمن التتويج أمام جماهيره في ملعب أنفيلد، في لحظة قد تكون تاريخية.

ولكن هناك سيناريو أكثر إثارة، يمكن أن يتحقق حتى قبل ذلك، وتحديدًا يوم 20 أبريل، في حال انتصر ليفربول على فولهام ووست هام، وتعثر أرسنال أمام برينتفورد أو إيبسويتش. حينها سيكون الفارق بين الفريقين قد اتسع إلى حد لا يمكن تعويضه، ليُعلن ليفربول بطلًا للدوري قبل أن يخوض حتى الجولة 36.

الهبوط.. الرعب يخيّم على قاع الترتيب

في الوقت الذي يحلم فيه الكبار بالتتويج، هناك من يخوض معركة من نوع آخر، معركة وجود لا تقبل القسمة على اثنين. الأندية المتواجدة في النصف السفلي من الجدول تعيش واحدة من أصعب فترات الموسم، حيث لا مجال للخطأ.

الصدمة الأكبر هذا الموسم كانت في تأكد هبوط ساوثهامبتون رسميًا قبل نهاية الموسم بعد أن جمع 10 نقاط فقط من 31 مباراة. نتائج كارثية أطاحت بالفريق إلى الدرجة الأولى، ليكون أول ضحايا الهبوط.

أما باقي المراكز الخطرة، فالوضع لا يقل سخونة. وولفرهامبتون يحتل المركز 17 برصيد 32 نقطة، ويلاحقه وست هام وإيفرتون بـ35 نقطة لكل منهما. ثلاثي يعيش على أعصابه في كل جولة، ويتبادل المواقع في كل أسبوع.

المباريات القادمة بينهم ستكون بمثابة “نهائيات كؤوس”، لا تقبل أنصاف الحلول، لأن كل نقطة تعني الفرق بين البقاء أو الهبوط.

إبسويتش تاون وليستر.. صراع الوافدين

من بين الفرق التي تقبع في قاع الترتيب، تبرز أسماء مثل ليستر سيتي – العائد حديثًا – وإبسويتش تاون، الفريق المفاجأة الذي لم يستطع حتى الآن إثبات جدارته بالوجود بين الكبار. برصيد 17 و20 نقطة فقط، يقبع الفريقان في المركزين 18 و19، ويبدو أن أحدهما سيكون رفيقًا لساوثهامبتون في رحلة الهبوط.

ليستر سيتي، الذي كان منذ أعوام يتوَّج بالدوري، بات الآن في موقع لا يُحسد عليه، وتنتظره مواجهات نارية مع فرق القاع، بالإضافة لمباراة مرتقبة أمام ليفربول قد تكون بمثابة ضربة قاضية إذا لم يتحسن أداء الفريق سريعًا.

الجولات القادمة.. لحظات لا تُفوّت

الأسابيع المتبقية من عمر الدوري ستشهد مواجهات نارية في القمة والقاع على حد سواء. الجولة 36 ستكون الأكثر ترقبًا، حيث من المنتظر أن تجمع بين ليفربول وأرسنال، في مباراة قد تكون حاسمة للقب، أو لحسم الأمل الأخير لـ”الجانرز”.

وفي معركة الهبوط، مباريات مثل ساوثهامبتون ضد ليستر، وإيفرتون ضد وولفرهامبتون، ستحمل مصير الأندية على كف عفريت. لا مجال للراحة، وكل هدف قد يُغير شكل الجدول بالكامل.

الختام.. البريميرليج لا يرحم

مهما كانت الحسابات، ومهما بدا الفارق كبيرًا في النقاط، فإن الدوري الإنجليزي الممتاز يبقى البطولة التي لا تُحسم على الورق. لا أحد في مأمن، سواء في القمة أو القاع، وكل فريق مطالب بالقتال حتى صافرة النهاية.

ليفربول يقترب من اللقب، لكن عليه الحذر. وأرسنال يتمسك بالخيط الأخير من الحلم. أما في الأسفل، فالصراع أشبه بساحة معركة لا ينجو منها إلا من يعرف كيف يقاتل تحت الضغط.

نهاية الموسم ستكون نارية.. فهل تشهد تتويجًا دراميًا؟ أم سقوطًا مدوّيًا؟ الأيام القادمة فقط تحمل الإجابة.