أهم المباريات
جاري تحميل جدول المباريات
شاهد كل المباريات
آخر الأخبارالأندية

حلم فيفا المُعقد.. لماذا تبدو مشاركة رونالدو في مونديال الأندية مستحيلة رغم كل المحاولات؟

الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” يضع كل أوراقه على الطاولة هذه المرة، فبعد عقود من السيطرة الكاملة على كرة المنتخبات، قرر التوغل داخل حصن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا”، بحثًا عن نصيب أكبر من “كعكة” الأندية. ومع توسعة البطولة لتضم 32 فريقًا يمثلون جميع القارات، فإن فيفا يحاول تقديم منتج جديد ومُغري تجاريًا وجماهيريًا يمكنه من فرض نفسه على أجندة الكرة العالمية.

لكن فيفا يعلم أن النجاح الجماهيري والإعلامي لا يُبنى فقط على الشكل الجديد للبطولة أو عدد الأندية المشاركة، بل يرتكز على الأسماء التي ستزين الحدث. وهنا تحديدًا، يظهر الثنائي الذهبي ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو كأكبر ضمانات لتحقيق حلم البطولة التي لا تُنسى.

الاتحاد الدولي نجح بالفعل في ضم ميسي إلى قائمة النجوم المشاركين، بعد أن منح فريقه الأمريكي “إنتر ميامي” بطاقة التأهل من خلال فوزه بدرع الجمهور. القرار، رغم الجدل الكبير حوله، خدم هدفًا واضحًا يتمثل في تسويق البطولة لأكبر عدد من الجماهير، خاصة في السوق الأمريكي.

لكن الصورة ليست بنفس الوضوح عندما يتعلق الأمر برونالدو. فريقه السعودي “النصر” فشل في ضمان مقعد في البطولة، ما يُعقد من فرص ظهور الأسطورة البرتغالية في الحدث المنتظر. ورغم كثرة الشائعات حول احتمالية انتقاله المؤقت لأحد الفرق المشاركة، فإن الواقع يُظهر أن المهمة شبه مستحيلة.

في الأيام الأخيرة، تداولت وسائل إعلامية متعددة إمكانية انضمام رونالدو إلى الهلال السعودي أو الأهلي المصري خلال فترة قصيرة فقط من أجل خوض غمار المونديال. لكن التحديات التي تقف في وجه هذا السيناريو أكبر من مجرد اتفاق مالي أو تسويقي.

انضمامه للهلال، الخصم اللدود للنصر في السعودية، سيكون بمثابة القنبلة الموقوتة التي قد تنفجر في وجه اللاعب نفسه. فكيف سيُفسر لمشجعي النصر ظهوره بقميص المنافس الأزرق؟ حتى لو كانت المشاركة لفترة قصيرة، فإن العداوة الجماهيرية في الدوري السعودي لا تغفر مثل هذه التصرفات بسهولة، خاصة حين تكون باسم “التسويق”.

أما على صعيد الأهلي المصري، فرغم الشعبية الجارفة للنادي الأكبر في القارة الإفريقية، والمكاسب التسويقية الضخمة التي يمكن أن يجنيها من ضم رونالدو، إلا أن الأمر لا يخلو من تعقيدات. فنيًا، قد لا يكون وجود لاعب مثل رونالدو في هذا التوقيت مفيدًا للفريق، بل قد يُثقل كاهله بضغط غير مبرر، خاصة أن البطولة ستُلعب بعد نهاية موسم طويل وشاق، والانسجام مع لاعب بحجمه ليس مهمة يمكن إتمامها خلال أسابيع قليلة.

ثم هناك الجانب المالي، وهو ما يجعل الأمر أقرب إلى الخيال. التعاقد مع نجم مثل رونالدو يحتاج إلى حزمة من الرعاة، واتفاقات مالية ضخمة يصعب ترتيبها في وقت قصير. الأهلي ليس النادي الأوروبي القادر على تخصيص عشرات الملايين لصفقة ترويجية.

لكن ماذا عن فكرة انضمامه لأحد الأندية الأوروبية المشاركة في البطولة؟ هذه الفرضية أيضًا غير واقعية. الأندية التي وصلت إلى المونديال عبر مشوار طويل وشاق في دوري الأبطال أو البطولات القارية لن تقبل بتعطيل وحدة فريقها وإقحام نجم خارجي – مهما كان اسمه – قبل أسابيع قليلة من البطولة، من أجل مكسب تسويقي قد يُحدث شرخًا داخل غرفة الملابس.

الصحفي الإسباني الشهير فيليكس دياز كان قد وصف ظهور رونالدو في البطولة بـ”حلم إنفانتينو الخاص”، لكن يبدو أن هذا الحلم قد لا يرى النور. الفيفا قدّم تنازلات عديدة لضم ميسي، لكن تكرار نفس الأمر مع رونالدو دون مبرر رياضي قوي سيكون مبالغة مكشوفة. لا يمكنه دعوة لاعب بعينه للعب مع فريق لم يتأهل، خاصة إذا لم يكن هذا الفريق – النصر – قد حقق أي إنجاز قاري في السنوات الأخيرة.

ومن وجهة نظر رونالدو نفسه، تبدو الفكرة مهينة. النجم البرتغالي الذي عاش مجده في الملاعب الأوروبية وحصد كل الألقاب الممكنة لن يقبل بأن يُستخدم كـ”وجه دعائي” لبطولة لم يكن فريقه جزءًا منها. رونالدو، وفق مصادر قريبة، يخطط للبقاء مع النصر لموسم إضافي، وهو ما يعني أنه لا يرغب في تشتيت تركيزه بمشاركة استثنائية تخلو من القيمة الرياضية الحقيقية.

ختامًا، يترقب عشاق الكرة حول العالم لحظة تجدد المواجهة التاريخية بين ميسي ورونالدو، لكن في ظل المعطيات الحالية، فإن كأس العالم للأندية يبدو أبعد ما يكون عن مسرح هذا اللقاء المرتقب. البطولة قد تُحقق نجاحًا نسبيًا في نسختها الأولى، لكنها ستفتقد بلا شك إلى “اللمسة الذهبية” التي لا يحملها إلا رجل اسمه كريستيانو رونالدو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى