نيمار في الميزان.. مكسب فني أم عبء مادي ينهك الكتالان؟

مع اقتراب فترة الانتقالات الصيفية، تزداد التكهنات حول مستقبل النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا، الذي بات اسمه مرتبطًا مجددًا بعودة محتملة إلى برشلونة. وبينما يتابع عشاق الفريق الكتالوني هذه الأنباء بشغف، تبقى التساؤلات قائمة حول مدى واقعية هذه الخطوة، خاصة في ظل الظروف المالية للنادي، ووجهة نظر المدرب هانز فليك بشأن عودة اللاعب.
نيمار وبرشلونة.. قصة لم تنتهِ بعد
رغم رحيله عن برشلونة في 2017 نحو باريس سان جيرمان في صفقة تاريخية بلغت 222 مليون يورو، فإن علاقة نيمار بالنادي الكتالوني لم تنقطع تمامًا. في كل فترة انتقالات، تتجدد الأحاديث حول إمكانية لمّ الشمل بين الطرفين، لكن هذه المرة تبدو الأمور أكثر جدية. وكيل نيمار، بيني زهافي، يبذل مجهودًا كبيرًا لإقناع إدارة برشلونة بأن عودته قد تكون مكسبًا فنيًا واقتصاديًا، خصوصًا أن اللاعب سيكون متاحًا مجانًا بعد نهاية عقده مع سانتوس البرازيلي.
من ناحية أخرى، فإن نيمار نفسه مستعد لتقديم تنازلات مادية، حيث أبدى استعداده لتخفيض راتبه بشكل كبير من أجل تحقيق حلم العودة إلى “الكامب نو”. هذا الموقف قد يسهل المفاوضات، لكنه لا يضمن إتمام الصفقة، خاصة أن القرار ليس بيد الإدارة فقط، بل يمتد إلى الجهاز الفني بقيادة الألماني هانز فليك.
لامين يامال ورافينيا يدعمان عودته.. لكن فليك يعارض!
داخل غرفة ملابس برشلونة، هناك انقسام حول فكرة إعادة نيمار. بعض اللاعبين الشباب مثل لامين يامال يرون فيه قدوة ويتمنون اللعب بجواره، في حين أن مواطنه رافينيا، الذي يشاركه المنتخب البرازيلي، يرحب بالفكرة أيضًا. لكن العقبة الكبرى تكمن في رأي المدرب هانز فليك، الذي يرفض التعاقد مع اللاعب بسبب سجله الحافل بالإصابات، بالإضافة إلى الطريقة التي رحل بها عن النادي قبل سنوات.
فليك، المعروف بانضباطه التكتيكي وصرامته في اختيار اللاعبين، يرى أن برشلونة بحاجة إلى لاعبين يمكنهم تقديم أداء مستقر على مدار الموسم، وهو أمر لم يكن نيمار قادرًا على تحقيقه في السنوات الأخيرة بسبب إصاباته المتكررة. هذا الموقف يضع الإدارة في حيرة: هل ترضخ لرغبة بعض اللاعبين والجماهير، أم تلتزم بخطة المدرب الألماني؟
أداء نيمار مع سانتوس.. مفتاح العودة إلى أوروبا
بعد تجربة غير موفقة مع الهلال السعودي، تعرض خلالها لإصابة طويلة الأمد، قرر نيمار العودة إلى ناديه الأم، سانتوس، بعقد قصير الأجل يمتد لستة أشهر. هذه الخطوة ليست مجرد عودة عاطفية، بل هي محاولة جادة لاستعادة مستواه ولياقته البدنية قبل أن يصبح لاعبًا حرًا في الصيف المقبل.
أداء نيمار خلال هذه الفترة سيكون العامل الحاسم في مستقبله. إذا تمكن من تقديم مستويات مميزة واستعادة جزء كبير من بريقه السابق، فقد يفتح ذلك الباب أمامه للعودة إلى برشلونة أو خوض تجربة جديدة في أحد الأندية الأوروبية الكبرى. على العكس، إذا استمرت مشاكله البدنية، فقد تتضاءل فرصه في العودة إلى القمة، ويضطر للبحث عن خيارات أقل تنافسية.
أرقام نيمار مع برشلونة.. إرث لا يُنسى
خلال فترته الأولى مع برشلونة (2013-2017)، كان نيمار جزءًا أساسيًا من الثلاثي الهجومي التاريخي “MSN” إلى جانب ليونيل ميسي ولويس سواريز. في 186 مباراة خاضها بقميص برشلونة، سجل النجم البرازيلي 105 أهداف وصنع 59 تمريرة حاسمة، مسهمًا في تحقيق العديد من الألقاب المحلية والقارية، أبرزها:
دوري أبطال أوروبا (2014-2015)
الدوري الإسباني (2014-2015، 2015-2016)
كأس ملك إسبانيا (2014-2015، 2015-2016، 2016-2017)
كأس العالم للأندية (2015)
كأس السوبر الأوروبية (2015)
هل تكون 2025 سنة لمّ الشمل؟
رغم التحديات التي تواجه هذه الصفقة، فإن فكرة عودة نيمار إلى برشلونة تظل قائمة، خاصة مع رغبة اللاعب واستعداده للتضحية من أجل العودة. ومع ذلك، فإن القرار النهائي سيعتمد على عدة عوامل، منها موقف الإدارة، ومدى تقبل المدرب للفكرة، والأهم من ذلك: قدرة نيمار على إثبات نفسه مجددًا في الأشهر القادمة.
الجماهير الكتالونية تنتظر بشغف.. فهل تكون 2025 سنة لمّ الشمل بين برشلونة ونيمار، أم أن هذه مجرد تكهنات ستنتهي كما حدث في السنوات السابقة؟



