“الزعيم والفرسان.. حين يروي التاريخ قصة تفوقٍ لا يملّها الزمن”

في عالم كرة القدم، لا تُروى الحكايات فقط بالأهداف والانتصارات، بل بالتاريخ الذي يُكتب على العشب الأخضر، وبالندية التي تصنعها المواجهات مهما كانت نتيجتها محسومة على الورق. وبين الهلال، الزعيم الأزرق الذي اعتاد التربع على عرش البطولات، والقادسية، الفريق الذي يحمل إرثًا من العراقة والطموح، نجد واحدة من تلك القصص التي تزخر بالإثارة… ولكن تميل فيها كفة التاريخ بوضوح نحو الكاسر الأزرق.

تاريخ مواجهات الهلال والقادسية ليس مجرد أرقام محفوظة، بل هو انعكاس لهيمنة واضحة، وتفوق يصعب تجاوزه. 38 مواجهة جمعت الفريقين، كانت الغلبة في معظمها للهلال، ذلك الفريق الذي لا يعرف الرحمة حين يتعلق الأمر بإثبات شخصيته أمام خصومه، حتى أولئك الذين يُظهرون بأسًا في أوقاتٍ متفرقة.

التاريخ يتحدث بلغة الانتصار الأزرق، فالهلال حسم 27 مباراة من أصل 38 جمعته بالقادسية، بينما لم يتمكن الأخير سوى من اقتناص 4 انتصارات فقط، وكأن القدر لم يمنحه سوى بصيص من الضوء في نفق من الزرقة الطاغية. أما التعادل، فكان حاضرًا في 7 مواجهات، وكأنه شاهد محايد على صراع بدا وكأنه لا يحمل وجهين، بل وجهًا واحدًا يبتسم دومًا لأبناء الرياض.

تلك الأرقام لا تُنقص من قيمة القادسية، لكنها تُظهر الفجوة الفنية والذهنية بين فريقين سلكا مسارين مختلفين في خريطة الكرة السعودية. الهلال بمنظومته المتكاملة وعقلية الانتصار المتجذّرة، أمام القادسية الذي يبحث دومًا عن فرصة لصناعة مفاجأة أو كتابة فصول جديدة في كتاب يُهيمن الهلال على معظم صفحاته.

ورغم كل ذلك، فإن كرة القدم لا تعترف دائمًا بالتاريخ، بل تميل لمن يقاتل بشراسة على أرض الملعب. ولذلك، تبقى كل مواجهة بين الهلال والقادسية حكاية جديدة تُروى، وإن كانت النهايات غالبًا ما تكون معروفة، فإن الإثارة تكمن دومًا في التفاصيل.