رافينيا.. الساحر البرازيلي الذي أعاد وهج نيمار في برشلونة بتوقيع جديد وأرقام استثنائية

حين تلامس الكرة قدميه، تتحول إلى نغمة سامبا تأسر العيون وتخطف الأنفاس. لا يتعامل رافينيا مع الكرة كوسيلة لتسجيل الأهداف أو صناعتها فقط، بل كأداة فنية يرسم بها لوحاته الخاصة فوق العشب الأخضر، وكأن “كامب نو” تحوّل إلى مسرح برازيلي، يتوسطه مايسترو يعزف بإبداع لا يعرف التكرار.
في موسم استثنائي بكل المقاييس، لم يكتف رافينيا بتقديم أداء جيد، بل ارتقى إلى مستوى الأساطير، وبدأ بكتابة فصوله الخاصة في كتاب المجد الكتالوني. بأداء ثابت، ولمسة ساحرة، وذكاء تكتيكي، فرض نفسه كأحد أهم أعمدة برشلونة هذا الموسم، وأعاد إلى الأذهان بريق نيمار في أوج تألقه، ولكن بأسلوب مختلف يليق بشخصية رافينيا الناضجة والمُتفردة.
النجم البرازيلي واصل عروضه اللافتة في الجولة 32 من الدوري الإسباني، بعدما ساهم بشكل مباشر في فوز برشلونة المثير على سيلتا فيجو بنتيجة 4-3، ليؤكد من جديد أنه الورقة الرابحة في تشكيلة الفريق، وأن تأثيره لا يُقاس فقط بالأرقام، بل بالحضور الطاغي على أرض الملعب.
رافينيا حقق رقماً مذهلاً هذا الموسم بوصوله إلى 51 مساهمة تهديفية في جميع البطولات، منها 30 هدفاً و21 تمريرة حاسمة خلال 47 مباراة فقط، ليعادل بذلك أفضل مواسم نيمار مع برشلونة (2015-2016) والذي حقق نفس عدد المساهمات ولكن في 49 مباراة. وهو ما يُبرز كفاءة رافينيا الفريدة، وتطوره الكبير كلاعب جماعي وقائد هجومي.
هذا الرقم لا يعني فقط معادلة إنجاز نيمار، بل يتجاوز ذلك ليضع رافينيا على عرش اللاعبين البرازيليين في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى، كأول من يصل إلى 50 مساهمة تهديفية أو أكثر في موسم واحد منذ رحيل نيمار عن البرسا.
وعلى مستوى الدوري الإسباني وحده، حقق رافينيا رقماً آخر لافتاً، بصناعته 9 أهداف حتى الآن، معادلاً رقمه في الموسم الماضي، لكنه هذه المرة قدّمه ضمن منظومة أكثر نضجاً وثقة، ليُثبت أنه يعيش أفضل أيامه بقميص برشلونة.
رافينيا لم يعد مجرد جناح سريع أو لاعب يُنتظر منه التوهج كل حين، بل بات رمزاً للاستمرارية والتطور، وأحد أبرز نجوم الموسم في أوروبا بأسرها… وربما نكون أمام أسطورة برازيلية جديدة بدأت تكتب حكايتها من “كامب نو”.