صراع الأصفرين.. حينما يلتقي النصر والتعاون.. حكاية من نار وندية وكبرياء

حينما تدق طبول المواجهة بين النصر والتعاون، لا تكون مجرد مباراة، بل هي ملحمة كروية بطابع خاص، يترقبها عشاق الساحرة المستديرة في المملكة وخارجها، لما تحمله من ندية مشتعلة، وقصص متجددة، وذكريات محفورة في ذاكرة المدرجات. إنها مباراة لا تعرف المنطقة الرمادية، إما انتصار يكتب على جبين التاريخ، أو خسارة تُذَكِّر بأن الكبرياء لا يُنتزع بسهولة.
رغم أن النصر يعتبر من كبار الكرة السعودية، والتعاون يُصنَّف ضمن أندية الوسط، إلا أن المواجهات بين الفريقين لا تعترف بتلك التصنيفات الورقية. فالمستطيل الأخضر دائمًا ما يُفاجئنا بواقع مغاير، والتعاون كثيرًا ما لعب دور “المُشاكس” الذي يُعكِّر صفو النصر ويخطف الأضواء بثقة وثبات.
في سجل المواجهات، تقابل الفريقان في 36 مباراة رسمية وودية عبر مختلف البطولات، وهو رقم يكشف عن تاريخ ليس بالعابر. لكل مباراة حكايتها، ولكل لحظة طابعها الخاص، بداية من لحظات الهيمنة النصراوية، مرورًا بانتصارات التعاون التي جاءت كصفعات موجعة في توقيتات حرجة، ووصولًا إلى اللقاءات التي شهدت تحولات درامية فجَّرت المدرجات بالفرح أو الصدمة.
النصر، صاحب الجماهيرية الجارفة والبطولات الثقيلة، يرى في التعاون اختبارًا حقيقيًا لأصالته وطموحه، بينما يعتبر التعاون أن كل مواجهة أمام العالمي هي فرصة لتأكيد الذات والرد على المشككين.
ولعل ما يضفي نكهة إضافية على هذا الصدام، هو تكرار لقاءاتهما في فترات حاسمة، سواء في الدوري أو الكأس، مما جعل العلاقة بين الفريقين تتجاوز مجرد التنافس، لتصبح رواية كروية متجددة تحمل فصولًا من التحدي والإثارة.
وبين التوقعات والحسابات، تبقى مواجهة النصر والتعاون واحدة من تلك المباريات التي لا تُلعب على الورق، بل تُحسم بالعزيمة والذكاء واللحظات الفارقة. فهل نشهد فصلًا جديدًا يُكتب بأقدام لاعبين يعرفون جيدًا أن هذه المباراة ليست مجرد 90 دقيقة؟