ركلة الجزاء المثيرة للجدل.. كيف أعادت لمسة ألفاريز تسليط الضوء على خدعة كريستيانو رونالدو القانونية؟

لا يزال الجدل مستمرًا في الأوساط الكروية بعد القرار المثير الذي اتخذه حكم مباراة أتلتيكو مدريد وريال مدريد في إياب دور الـ16 من بطولة دوري أبطال أوروبا، عندما ألغى ركلة جزاء الأرجنتيني جوليان ألفاريز بسبب لمسة مزدوجة غير قانونية. هذا القرار لم يؤثر فقط على مجريات اللقاء الذي انتهى بفوز ريال مدريد بركلات الترجيح، بل أثار أيضًا نقاشات واسعة حول بعض الحيل التي استخدمها نجوم كرة القدم الكبار في تنفيذ ركلات الجزاء، وعلى رأسهم الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو.

الحادثة التي أشعلت الجدل

في لحظة فارقة من المباراة، حصل أتلتيكو مدريد على ركلة جزاء حاسمة، انبرى لها المهاجم جوليان ألفاريز بكل ثقة. لكن المفاجأة كانت عندما ألغى الحكم الهدف بعد العودة إلى تقنية الفيديو، حيث أظهرت الإعادة أن ألفاريز لمس الكرة مرتين أثناء تنفيذ الركلة. حدث ذلك عندما انزلقت قدمه الداعمة قليلًا أثناء التسديد، مما تسبب في لمسة مزدوجة قبل أن تدخل الكرة شباك الحارس البلجيكي تيبو كورتوا.

القوانين واضحة في هذا الشأن؛ أي لمسة مزدوجة أثناء تنفيذ ركلة الجزاء تعتبر خطأ، ما لم يكن هناك تدخل من لاعب آخر، وبالتالي تم إلغاء الهدف وسط اعتراضات من لاعبي أتلتيكو مدريد وجماهيرهم.

كريستيانو رونالدو.. سيد الحيل القانونية في ركلات الجزاء

بعد هذه الحادثة، سلطت صحيفة ماركا الإسبانية الضوء على تقنية قديمة استخدمها كريستيانو رونالدو في تنفيذ ركلات الجزاء، لكن بطريقة قانونية تمامًا. هذه التقنية تعتمد على خدعة ذكية تتمثل في الضغط بقوة بقدمه الداعمة، مما يؤدي إلى رفع الكرة قليلاً عن الأرض قبل أن يسددها بقوة هائلة، مما يزيد من صعوبة التصدي لها.

لم تكن هذه الحيلة جديدة بالنسبة لرونالدو، حيث كشف زميله السابق في مانشستر يونايتد، المدافع الإنجليزي ريو فرديناند، أن “الدون” كان يتقن هذه الطريقة منذ سنوات، وكان ينفذها بشكل متكرر خلال التدريبات والمباريات. في تصريحاته عام 2018، قال فرديناند: “أقسم أن هذا حقيقي، إنه أمر جنوني، كريستيانو كان يفعل ذلك طوال الوقت. عندما يضع قدمه اليسرى على الأرض، فإنه يضغط بشدة على العشب، مما يجعل الكرة ترتفع بشكل طفيف قبل أن يسددها”.

الفرق بين خدعة رونالدو ولمسة ألفاريز غير القانونية

الفرق الرئيسي بين تقنية رونالدو ولمسة ألفاريز المزدوجة يكمن في قانونية التنفيذ. بينما لمس ألفاريز الكرة مرتين بشكل غير مقصود بسبب انزلاق قدمه، فإن رونالدو كان يستفيد من ظاهرة طبيعية تحدث عند الضغط بقوة على العشب. لم يكن هناك أي لمس مزدوج، بل مجرد خدعة جسدية تستغل طبيعة الأرضية لرفع الكرة قبل التسديد، وهو أمر لا يخالف القوانين.

هذا الأسلوب الفريد منح كريستيانو ميزة كبيرة في تسديد الركلات الحرة وركلات الجزاء، حيث أصبح من شبه المستحيل على الحراس توقع مسار الكرة بدقة. قوة تسديداته، بالإضافة إلى هذه التقنية الذكية، جعلته واحدًا من أفضل منفذي الكرات الثابتة في تاريخ كرة القدم.

لماذا أثارت واقعة ألفاريز كل هذا الجدل؟

تأتي أهمية هذه الواقعة من كونها حدثت في مباراة كبيرة مثل ديربي مدريد في دوري أبطال أوروبا، حيث يكون لكل قرار تحكيمي تأثير هائل على مجريات اللقاء. لو احتُسب هدف ألفاريز، ربما كانت النتيجة ستتغير تمامًا، وربما كان أتلتيكو مدريد سيحقق المفاجأة بإقصاء ريال مدريد.

أيضًا، تسليط الضوء على هذه اللقطة فتح الباب أمام الحديث عن تطور أساليب تنفيذ ركلات الجزاء عبر السنين، وكيف أن بعض اللاعبين مثل رونالدو استغلوا قوانين اللعبة بطرق ذكية لصالحهم. في المقابل، فإن حادثة ألفاريز تذكر اللاعبين بضرورة توخي الحذر أثناء تنفيذ الركلات، لأن أي خطأ بسيط يمكن أن يؤدي إلى إلغاء هدف حاسم.

ختامًا.. بين الموهبة والقوانين

في كرة القدم، هناك دائمًا خط رفيع بين المهارة والالتزام بالقوانين. ما فعله ألفاريز كان خطأً غير مقصود، لكنه كلف فريقه كثيرًا، بينما ما فعله رونالدو كان ذكاءً كرويًا استثنائيًا ساعده في إحراز أهداف رائعة دون خرق القوانين. هذه الحادثة ستكون درسًا مهمًا لجميع اللاعبين حول أهمية التفاصيل الصغيرة في كرة القدم، وكيف أن لحظة واحدة يمكن أن تصنع الفارق بين الفوز والخسارة.