أهم المباريات
جاري تحميل جدول المباريات
شاهد كل المباريات
آخر الأخبارالأنديةالأهلي

ريفيرو × الأهلي.. زواج محتمل بين كاريزما التتش وتكتيك “اللاب توب”

في الوقت الذي تعيش فيه جماهير الأهلي على وقع صدمة الخروج القاري المفاجئ من نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا أمام صن داونز، بدأت الأحاديث تتصاعد كأمواج غاضبة حول مستقبل القيادة الفنية للفريق، خصوصًا بعد إنهاء التعاقد مع السويسري مارسيل كولر، الذي وإن صنع مجدًا محليًا وقاريًا، إلا أن خروجه الأخير فجّر بركانًا من التساؤلات داخل أسوار التتش.

وسط هذه الأجواء المشحونة، برز اسم إسباني بخبرة أفريقية وعقلية أوروبية، ليضع نفسه في صدارة الترشيحات لتولي المهمة الصعبة داخل أسخن دكة بدكة البدلاء في القارة السمراء. إنه خوسيه لويس ريفيرو، المدرب الذي لمع نجمه مع أورلاندو بايرتس الجنوب إفريقي، وبات أحد أبرز العقول الفنية في الكرة الأفريقية خلال السنوات الأخيرة.

ريفيرو ليس مجرد اسم ظهر على السطح صدفة، بل مشروع مدرب عصري صنع لنفسه هوية داخل الملاعب التي لا ترحم، ودوّن اسمه في سجلات المجد مع أورلاندو بايرتس، بأسلوب تكتيكي صارم، وشخصية قوية، وشغف لا يهدأ بالتفاصيل. يُعرف بين لاعبيه بلقب “البروفيسور”، ليس من باب المجاملة، بل لأنه يقرأ اللعب كما يقرأ الكتب، ويشرب التكتيك كما يشرب القهوة صباحًا.

فهل يكون هذا الإسباني هو الرجل الذي يعيد التوازن لـ”أمّ المعارك” الكروية في مصر؟ وهل يستطيع أن يواجه ضغوطات المدرج الأحمر التي لا تهدأ؟ الأيام المقبلة فقط هي من ستحمل الإجابة، لكن ما بين طموحات ريفيرو، وطموح جماهير الأهلي، قد تكون الحكاية على وشك أن تبدأ فصلًا مثيرًا جديدًا.

السيرة الذاتية لخوسيه لويس ريفيرو.. المدرب القادم من مدرسة التفاصيل

ولد خوسيه لويس ريفيرو في 15 سبتمبر 1977 بإسبانيا، ونشأ وسط بيئة كروية من الطراز الرفيع، حيث بدأ مشواره التدريبي مع فرق الشباب في نادي سيلتا فيجو، أحد أبرز أندية الليجا الإسبانية. وبحثًا عن التحديات، خاض تجربة مختلفة في أوروبا الشمالية، حيث درب إنتر توركو الفنلندي، كما عمل كمساعد مدرب في نادي إف سي هونكا الفنلندي، ليصقل تجربته بمدارس كروية متنوعة.

في 25 يونيو من عام 2022، اتجه ريفيرو نحو القارة السمراء، وتولى القيادة الفنية لنادي أورلاندو بايرتس الجنوب إفريقي، وهناك كتب اسمه بحروف بارزة في تاريخ النادي. قاد الفريق لتحقيق 5 ألقاب كبرى خلال فترة قصيرة، بينها 3 بطولات متتالية من كأس MTN 8 في سنوات 2022، 2023، و2024، ليكون أول مدرب يحقق هذا الإنجاز في تاريخ المسابقة، بالإضافة إلى لقبين من كأس Nedbank في موسمي 2023 و2024.

أرقام لا تُكذّب ولا تتجمّل.. لغة الانتصارات

خلال الموسم الجاري، خاض ريفيرو مع أورلاندو بايرتس 46 مباراة في مختلف البطولات، نجح في الفوز بـ32 مواجهة، وخرج بالتعادل في 7، وخسر مثلها. نسبة فوز تتجاوز 69%، تعكس بوضوح ما يمثله من قيمة فنية على مقاعد البدلاء.

فلسفة اللعب.. مزيج من الانضباط الأوروبي واللمسة الإفريقية

بحسب موقع “ترانسفير ماركت”، يفضل ريفيرو تطبيق خطة 4-2-3-1، معتمدًا على التوازن ما بين الصلابة الدفاعية والمرونة الهجومية. مدرب يؤمن بالضغط العالي، ويعشق التفاصيل الصغيرة، ويمنح لاعبيه الحرية الإبداعية داخل التنظيم الصارم، وهو ما منحه احترامًا كبيرًا داخل قارة تُقدّر المهارة وتُقدّس النتائج.

كما أنه يمتلك كاريزما قيادية قوية، وسمعة ممتازة في تطوير اللاعبين الشباب، مما يتناسب مع سياسة الأهلي المستمرة في البناء على النجوم الصاعدين وصقلهم، وهو ما قد يجعله خيارًا استراتيجيًا أكثر من كونه مجرد “إسعاف سريع” بعد رحيل كولر.

هل يكون ريفيرو هو الرجل المناسب في التوقيت المناسب؟

تحديات كثيرة تنتظر الأهلي في المرحلة المقبلة، سواء محليًا أو قاريًا، ومع جمهور لا يعرف الرحمة، فإن اختيار المدرب ليس فقط قرارًا فنيًا، بل اختبار للقدرة على قراءة مزاج نادٍ يعيش على الإيقاع السريع، ويكره الانتظار.

ريفيرو قد لا يملك اسمًا ضخمًا على الورق كأسماء بعض المدربين الأوروبيين، لكنه يمتلك مشروعًا واضحًا، وأسلوبًا ناجحًا، وذهنية قادرة على التعامل مع التحديات، وربما تكون هذه الصفات هي بالضبط ما يحتاجه الأهلي في هذه المرحلة.

الختام؟ البروفيسور ينتظر الإشارة.. والكرة الآن في ملعب الإدارة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى