زيارة بمذاق سانت جوردي.. خورخي مينديز يُشعل كواليس برشلونة بمستقبل يامال وفاتي!

في الوقت الذي تنشغل فيه مدينة برشلونة بأجواء احتفالات يوم “سانت جوردي” الساحر، يتحرك في الخلفية ملف لا يقل حرارةً عن نيران الورود الحمراء التي تملأ الشوارع: وكيل الأعمال البرتغالي الشهير خورخي مينديز يحط الرحال في المدينة الكتالونية، حاملاً معه ملفات تُهدد بإعادة تشكيل خريطة الفريق الأول للنادي العريق.

الزيارة ليست مجرد مجاملة موسمية، بل تأتي في توقيت بالغ الحساسية؛ برشلونة لا يزال يصارع على ثلاث جبهات بطولية، لكن عيون الإدارة شاخصة نحو الموسم المقبل، وتحديدًا نحو مستقبل لاعبين يعتبرهما البعض جزءًا من هوية الفريق القادمة: لامين يامال، جوهرة اللاماسيا التي خطفت الأنظار في سن الـ16، وأنسو فاتي، الذي كان يُوصف سابقًا بوريث عرش ميسي قبل أن تنقلب عليه الرياح الفنية.

وبحسب ما كشفته صحيفة “سبورت” الكتالونية، فإن الإدارة ستستغل وجود مينديز للدفع قدمًا في ملف تجديد عقد يامال، والذي سيبلغ 18 عامًا في يوليو، ما يتيح له التوقيع على أول عقد احترافي طويل الأمد. المحادثات، حسب الصحيفة، تسير في اتجاه إيجابي، خصوصًا بعد تعديل رابطة الليغا للوائح، والتي باتت تسمح بتمديد عقود اللاعبين تحت 24 عامًا رغم تجاوز سقف الرواتب، بشرط استيفاء معايير معينة — وهي شروط تنطبق تمامًا على يامال.

لكن، وكعادة برشلونة في عصر اللعب المالي النظيف، الشيطان يكمن في التفاصيل: أي زيادة في راتب يامال يجب أن تُحتوى ضمن ميزانية الموسم الحالي، ما يتطلب تنسيقًا محكمًا حتى لا يُخل بالتوازن المالي للنادي في الموسم المقبل.

أما فاتي، فيبدو أن وضعه أكثر غموضًا؛ رغم عودته مؤخرًا للمشاركة، إلا أن دوره في الفريق بات باهتًا، وهناك شعور بأن الباب بات مفتوحًا أمام رحيله الصيفي ما لم تنقلب موازين الجهاز الفني لصالحه.

خورخي مينديز، بشخصيته التي تجمع بين الدبلوماسية والصرامة، سيكون حاسمًا في صياغة مستقبل نجميه في الكامب نو. بينما جماهير برشلونة تتابع الأفراح في الشوارع، تدور معركة استراتيجية في الغرف المغلقة — معركة ستحدد ملامح الفريق الذي سيدخل غمار الموسم المقبل.

وفي برشلونة، كما هو معروف… من لا يُخطط مبكرًا، يُفاجأ دائمًا متأخرًا.