أهم المباريات
جاري تحميل جدول المباريات
شاهد كل المباريات
آخر الأخبارالأنديةالأهلي

بين المرض والنتائج المتذبذبة.. هل تعيد القلعة الحمراء سيناريو موسيماني مع كولر؟

في عالم كرة القدم، تُصنع الحكايات من التفاصيل الصغيرة، وكثيرًا ما نجد أحداث الماضي تتكرر في الحاضر، وكأنها رسائل تحمل بين طياتها دلالات لم تُفهم آنذاك. النادي الأهلي المصري، القلعة الحمراء وزعيم إفريقيا، دائمًا ما يضع نفسه في قلب الأحداث الكروية. اليوم، ومع تصاعد الحديث عن غياب المدير الفني السويسري مارسيل كولر عن تدريبات الفريق بسبب مرض مفاجئ في المعدة، يعود شبح الماضي ليطرح سؤالًا صعبًا: هل يتكرر سيناريو الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني مع كولر؟

بيتسو موسيماني.. غيابات وانحدار في النتائج

في فترة ولاية بيتسو موسيماني مع الأهلي، التي شهدت تحقيق إنجازات لا تُنسى أبرزها دوري أبطال إفريقيا مرتين، بدأت التحديات تزداد مع تذبذب مستوى الفريق وغياب المدرب عن قيادة التدريبات بداعي مرضه. يومها، لم تمر الأمور مرور الكرام؛ فالجماهير والإعلام تساءلوا عن قدرة المدرب على الاستمرار تحت الضغوط. ومع خسارة بعض البطولات وتراجع الأداء، جاءت النهاية الحتمية: موسيماني رحل عن القلعة الحمراء.

مارسيل كولر.. صانع الأمجاد الحديثة

لكن المشهد الآن مختلف، فمارسيل كولر لا يمكن النظر إليه إلا كأحد أفضل المدربين في تاريخ النادي الحديث. فمنذ قدومه إلى الأهلي، نجح السويسري في تحقيق 11 بطولة خلال عامين فقط، ليصبح ثالث أكثر مدرب في تاريخ الأهلي تحقيقًا للبطولات، خلف أساطير التدريب مثل مانويل جوزيه.

كولر قاد الفريق للتتويج بدوري أبطال إفريقيا، الدوري المصري، السوبر المصري، وكأس مصر، بالإضافة. ليس هذا فحسب، بل ساهم في تطوير أداء الفريق الفني، وجعل الأهلي منافسًا شرسًا على كافة المستويات المحلية والقارية.

الغياب المقلق: هل هو بداية النهاية؟

غياب كولر عن تدريبات الفريق بداعي معاناته من مرض في المعدة، بالتزامن مع انتقادات الجماهير لتذبذب الأداء في الآونة الأخيرة، أثار مخاوف كبيرة حول استمراريته. فالأهلي يستعد لمواجهة سموحة في ظروف صعبة، والجميع يتساءل: هل يتحول هذا الغياب إلى كرة ثلج تتدحرج نحو أزمة أكبر؟

هل يتكرر سيناريو موسيماني؟

رغم التشابه الظاهري في الأحداث، إلا أن الظروف المحيطة بكل من موسيماني وكولر مختلفة. موسيماني وجد نفسه في مواجهة جماهير غاضبة بعد خسارة بطولات محلية وإفريقية، بينما كولر لا يزال يحتفظ بثقة كبيرة من شريحة واسعة من جماهير الأهلي، نظرًا للبطولات التي حققها.

لكن في كرة القدم، الأمور لا تسير دائمًا بمنطق الإنجازات. النتائج الحالية للأهلي تحت قيادة كولر ليست بالسوء الذي يبرر رحيله، لكنها تضع ضغوطًا إضافية على المدرب الذي يحتاج لإعادة الفريق إلى حالة الاستقرار التي عرفها خلال فترته الذهبية.

رحيل كولر.. خسارة فادحة للأهلي

إذا افترضنا الأسوأ، وهو رحيل كولر عن الأهلي، فالنادي سيخسر مدربًا من الطراز الرفيع. كولر ليس فقط مدرب بطولات، بل هو مهندس تطوير. استطاع أن يبني فريقًا قادرًا على المنافسة لسنوات، وأعاد للأهلي هيبته في القارة السمراء.

رحيله سيكون بمثابة ضربة قوية للمشروع الرياضي، وسيعيد الفريق إلى مرحلة البحث عن بديل قادر على ملء الفراغ الكبير الذي سيتركه السويسري. الأهلي ليس بحاجة إلى تغيير مدرب، بل إلى تعزيز الاستقرار والعمل على تجاوز هذه المرحلة الصعبة.

رسالة إلى جماهير الأهلي

على جماهير الأهلي أن تتذكر أن كرة القدم ليست دائمًا طريقًا ممهدًا، وأن التحديات جزء لا يتجزأ من الرحلة. الضغط على كولر قد يدفعه إلى اتخاذ قرار الرحيل، وهو ما لا يصب في مصلحة الفريق.

أما إدارة النادي، فعليها أن تدرك أن المحافظة على مدرب ناجح مثل كولر هو استثمار طويل الأجل. الأزمات تُحل بالدعم والثقة، وليس بالتغيير السريع الذي قد يربك المنظومة بأكملها.

ختامًا.. استعادة الهدوء

مارسيل كولر ليس مجرد مدرب في تاريخ الأهلي، بل هو صفحة مضيئة في سجل الإنجازات. رحيله لن يكون تكرارًا لسيناريو موسيماني، بل سيكون بداية مرحلة أصعب للنادي. الحفاظ على كولر ودعمه في هذه الفترة الحرجة هو القرار الحكيم الذي يجب أن يتبناه الجميع.

فهل يدرك الجميع قيمة ما يملكه الأهلي الآن، قبل أن يضيع؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى