صراع العمالقة.. التاريخ يُنصف ميلان وروما يبحث عن الهيمنة

في عالم كرة القدم الإيطالية، هناك مواجهات لا تُعتبر مجرد مباريات، بل هي صراعات تحمل بين طياتها ذكريات من العظمة، لحظات من المجد، وأخرى من الحزن والانكسار. ومن بين تلك المواجهات التي صنعت التاريخ، يقف صدام روما وميلان شامخًا كواحد من أشرس وأقوى التحديات في الكالتشيو. فالمواجهة بين “الذئاب” و”الروسونيري” ليست مجرد 90 دقيقة، بل هي معركة تحمل بين طياتها صراع العراقة والطموح، حيث يبحث كل فريق عن فرض هيمنته وإثبات جدارته أمام خصم لا يعرف الرحمة.

على مدار 200 مواجهة بين الطرفين في مختلف البطولات، كانت الكلمة العليا لميلان الذي نجح في تحقيق الفوز في 84 مباراة، مُظهرًا علو كعبه على غريمه العاصمي. أما روما، فلم يكن صيدًا سهلًا، إذ تمكن من إسقاط ميلان في 53 لقاء، بينما انتهت 63 مواجهة بالتعادل، في دليل على شراسة الصراع والتنافس القوي بين الطرفين. لم تقتصر الإثارة على عدد الانتصارات، بل امتدت إلى شباك المرمى، حيث نجح ميلان في هز شباك روما بـ 283 هدفًا، بينما رد روما بقوة وسجل 226 هدفًا في مرمى العملاق اللومباردي.

هذه الأرقام تروي قصة صراع طويل لم يفقد بريقه عبر العقود، بل زاد توهجًا مع مرور السنوات. ميلان، بتاريخٍ حافلٍ بالألقاب المحلية والقارية، يسعى دائمًا لتأكيد تفوقه والحفاظ على سطوته، بينما روما، بحماس جماهيره وطموحاته المتزايدة، يبحث عن قلب الموازين وكتابة تاريخ جديد في سجلات هذا الديربي الناري. ومع كل لقاء جديد، يبقى السؤال معلقًا في الأفق: هل يواصل ميلان تفوقه، أم أن روما قادر على تغيير المعادلة وكسر هيمنة الروسونيري؟