صراع العمالقة.. حينما يتحدث التاريخ برشلونة لا يعرف الهزيمة أمام دورتموند

حينما تلتقي الأسماء الكبيرة في عالم كرة القدم، تتحول المستطيلات الخضراء إلى مسارح للتاريخ، وتُكتب السطور بمجهود اللاعبين وأهدافهم ولمساتهم الفنية. وفي هذا السياق، يُعد صدام برشلونة الإسباني وبوروسيا دورتموند الألماني من المواجهات القليلة التي تجمع بين فكر كروي هجومي ساحر من جهة، وحماس ألماني لا يهدأ من الجهة الأخرى. لكن المفاجأة التي لا يعرفها كثيرون، أن تاريخ هذا اللقاء الأوروبي العريق منح الكلمة العليا دائمًا للكتلان.

خمس مواجهات فقط جمعت بين برشلونة ودورتموند حتى الآن، لكنها كانت كافية لرسم ملامح تفوق واضح ومثير للفريق الإسباني. إذ لم يعرف الفريق الكتالوني طعم الخسارة في أي منها، ونجح في فرض هيبته على أسود الفيستفاليا، بتحقيقه الانتصار في ثلاث مناسبات، مقابل تعادلين فقط كانا أشبه بالمكابح المؤقتة في طريق برسا السريع.

وتعود أول مواجهة بين الفريقين إلى عام 1998 في نهائي كأس السوبر الأوروبي، حينها انتصر برشلونة ذهابًا 2-0 وتعادل إيابًا 1-1، ليُتوج باللقب القاري. أما آخر لقاء فكان ضمن دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا 2019-2020، حيث تعادلا سلبيًا في ألمانيا، قبل أن يحسم برشلونة مباراة العودة في “كامب نو” بثلاثية لهدف.

ما يثير الدهشة أن هذا التفوق لا يرتبط فقط بالنتائج، بل أيضًا بالأداء، حيث أظهر لاعبو برشلونة في معظم تلك اللقاءات تحكمًا واضحًا في نسق اللعب، وفرضوا أسلوبهم المعتاد من الاستحواذ والبناء الهجومي المنظم، وهو ما فشل دورتموند في كسره حتى الآن.

في النهاية، لا يمكن اعتبار تلك النتائج مجرد أرقام جامدة، بل هي إشارات واضحة على تفوق مدرسي، ودرس كروي يقدمه برشلونة كلما واجه بوروسيا دورتموند. فهل يستمر هذا السيناريو في المستقبل، أم أن أسود الفيستفاليا سيكسرون القاعدة يومًا ما؟ الأيام وحدها ستجيب، لكن حتى ذلك الحين، يبقى التاريخ كتالونيًا بامتياز.