أهم المباريات
جاري تحميل جدول المباريات
شاهد كل المباريات
آخر الأخبارالأندية

دوري الأبطال.. كنز الأثرياء وصراع المليارات

في كرة القدم الحديثة، لم تعد البطولات الأوروبية مجرد ساحات للتنافس الرياضي فحسب، بل تحولت إلى مناجم ذهب تُدرّ على الأندية أرباحًا خيالية، يتجاوز تأثيرها مجرد تحقيق البطولات، بل تمتد إلى إعادة رسم الخريطة الاقتصادية للكرة العالمية. ومع النظام الجديد لدوري أبطال أوروبا، باتت الجوائز المالية أكثر سخاءً، مما جعله بمثابة “جنة اقتصادية” للأندية الكبرى، التي تتنافس ليس فقط على الألقاب، بل على تحقيق أكبر عائد ممكن من هذه المنافسة. وبينما تسعى الأندية الصغيرة للنجاة من فخ الخروج المبكر، تتحرك القوى الكبرى لحصد الملايين في كل خطوة من خطوات البطولة.

وفي هذا السياق، يبقى ليفربول حتى الآن أكثر المستفيدين من الجوائز المالية في دوري الأبطال، رغم خسارته في الجولة الأخيرة التي حرمته من تحقيق أقصى عائد ممكن. فالفريق الإنجليزي جمع حتى الآن 56 مليون يورو، بعدما ضمن 9.9 مليون يورو نظير تصدره مجموعته، إلى جانب 14.1 مليون يورو إضافية بعد تحقيقه سبعة انتصارات من أصل ثمانية، بمعدل 2.1 مليون يورو لكل انتصار. كما حصل الفريق على 11 مليون يورو نظير تأهله المباشر إلى دور الـ16، وهو ما عزز مكاسبه المالية بشكل كبير مقارنة بمنافسيه.

وفي المركز الثاني على قائمة المستفيدين، يأتي برشلونة، الذي حصل على 9.62 مليون يورو بعد إنهائه مرحلة الدوري في المركز الثاني، ليصل إجمالي أرباحه إلى 54.5 مليون يورو حتى الآن، وهو مبلغ يضعه خلف ليفربول مباشرة في سباق العائدات المالية. النادي الكتالوني، الذي يعاني ماليًا منذ فترة، يدرك جيدًا أهمية هذه المكاسب لتعزيز استقراره الاقتصادي، خاصة في ظل سياساته الأخيرة التي تعتمد على إعادة هيكلة موارده المالية والاستفادة القصوى من العوائد الأوروبية.

أما ريال مدريد، ورغم كونه أحد أعرق الفرق في تاريخ دوري الأبطال، إلا أنه لم يكن من بين الأكثر استفادة ماليًا حتى الآن. فالنادي الملكي جمع 37.27 مليون يورو فقط، وهو مبلغ أقل بكثير مما حققه غريمه التقليدي برشلونة أو حتى أتلتيكو مدريد. واحتل ريال مدريد المركز الحادي عشر في ترتيب مرحلة الدوري، ما منحه 7.15 مليون يورو فقط، وهو مبلغ أقل بـ6.5 مليون يورو مما حصل عليه برشلونة، وأقل بحوالي 5 ملايين يورو من أتلتيكو. ومع ذلك، لا يزال لدى الميرينغي فرصة لتعويض هذا الفارق إذا تمكن من تجاوز التصفيات المؤهلة لدور الـ16، حيث سيواجه إما مانشستر سيتي أو سيلتيك، وفي حال نجاحه، سيحصل على 11 مليون يورو إضافية، وهو المبلغ الذي ضمنه برشلونة وأتلتيكو بالفعل.

وعلى الجانب الآخر، واصل أتلتيكو مدريد تعزيز مكاسبه ليصل إلى 53 مليون يورو بعد إنهائه مرحلة الدوري في المركز الخامس، وهو ما منحه 8.8 مليون يورو إضافية. هذه العوائد تُظهر كيف أن الأندية الإسبانية لا تزال قادرة على تحقيق مكاسب كبيرة، رغم التراجع الملحوظ في نتائج بعضها خلال السنوات الأخيرة مقارنة بالفترة الذهبية التي شهدت خلالها الفرق الإسبانية هيمنة شبه مطلقة على البطولات الأوروبية.

أما جيرونا، الذي يُعدّ من الفرق المغمورة مقارنة بعمالقة إسبانيا، فقد حصل على 1.1 مليون يورو فقط، بعدما أنهى مرحلة الدوري في المركز 33. هذا الفارق الشاسع في العوائد المالية بين الأندية الكبرى والصغيرة يعكس بوضوح مدى الفجوة الاقتصادية التي تخلقها المسابقات الأوروبية، حيث تحظى الأندية الكبرى بفرص مضاعفة لتحقيق أرباح ضخمة، بينما تبقى الفرق المتوسطة والصغيرة في صراع دائم لمحاولة البقاء والمنافسة بأقل الإمكانيات الممكنة.

دوري أبطال أوروبا لم يعد مجرد بطولة كرة قدم، بل تحول إلى “سباق مليارات” بين الأندية، حيث أصبح التأهل للأدوار الإقصائية يعني تأمين ميزانيات ضخمة قد تغيّر مستقبل بعض الأندية، بينما تعني الإخفاقات خسائر مالية قد تؤثر على سوق الانتقالات وخطط الاستثمار الرياضي. ومع استمرار المنافسة، سيظل السؤال المطروح: من سينجح في تحويل تفوقه داخل الملعب إلى أرباح مالية تُرسّخ مكانته بين نخبة أندية القارة؟ الإجابة ستكشفها الجولات القادمة من البطولة الأكثر إثارة في العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى