عمر مرموش.. الحصان الأسود الذي خطف الأضواء من صلاح في زمن قياسي

في عالم كرة القدم، لا يُقاس النجاح فقط بالأهداف أو عدد الدقائق على المستطيل الأخضر، بل بالسرعة التي يصل بها اللاعب إلى قمة المجد، وها هو عمر مرموش، النجم المصري الشاب، يضرب أروع الأمثلة على ذلك. فمنذ انضمامه المفاجئ إلى مانشستر سيتي في يناير الماضي، لم يحتج مرموش إلى موسم كامل أو حتى نصف موسم ليضع بصمته، بل أصبح على بُعد خطوة واحدة فقط من رفع أول ألقابه مع السيتيزنز، في إنجاز يُحسب بالدقائق لا بالشهور.

مرموش، الذي انتقل من آينتراخت فرانكفورت إلى فريق بيب جوارديولا، لم يدخل إلى التشكيلة من باب المجاملة أو كخيار احتياطي، بل اقتحمها بقوة الأداء وسرعة التأقلم، مشاركًا في 17 مباراة وسجل خلالها 7 أهداف وصنع 3 أخرى، ليثبت أنه واحد من أفضل صفقات الشتاء في أوروبا هذا الموسم، بل وربما أسرعهم انسجامًا مع واحدة من أعقد المنظومات التكتيكية في العالم.

وقد جاء التألق الأكبر لمرموش في بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي، البطولة الوحيدة المتبقية في خزائن مانشستر سيتي هذا الموسم، والتي يسعى الفريق للتتويج بها لتعويض الإخفاقات المحلية والأوروبية. وبفضل مساهمات مرموش، حجز السيتي مقعده في نهائي المسابقة للموسم الثالث على التوالي، بعد الفوز على نوتنجهام فورست بثنائية نظيفة على أرضية ملعب ويمبلي.

وبينما كانت الأعين مركّزة على غياب النجم النرويجي إيرلينج هالاند بسبب الإصابة، ظهر مرموش ليملأ الفراغ، ليس فقط بأدائه، بل بثقة نادرة في لاعب لم يكمل موسمه الأول في إنجلترا. لعل هذا ما جعله محل إشادة الإعلام الإنجليزي، الذي بدأ يضعه في مقارنات مباشرة مع نجوم الصف الأول.

وبينما لا يزال محمد صلاح، نجم ليفربول وأسطورته الحية، يسعى لحصد لقب جديد مع الريدز، فإن مرموش يُسجل اسمه كأحد أسرع اللاعبين المصريين اقترابًا من منصة التتويج في إنجلترا. صلاح احتاج إلى موسم كامل قبل أن يتوّج بلقب دوري أبطال أوروبا في يونيو 2019، بعد خوض 63 مباراة، في حين أن مرموش قد يحقق ذلك في أقل من 20 مباراة فقط، وفي الشهر الخامس من مغامرته الإنجليزية.

ورغم أن المقارنة لا تُقلل من صلاح بأي حال، إلا أنها تسلط الضوء على تسارع وتيرة الإنجاز في مسيرة مرموش، الذي يكتب الآن فصله الخاص في كتاب المجد الكروي المصري، وربما يفتتح عصرًا جديدًا من التألق العربي في البريميرليج… عصر لا ينتظر، بل يصنع الحدث سريعًا.