أهم المباريات
جاري تحميل جدول المباريات
شاهد كل المباريات
آخر الأخبارالأنديةالأهلي

قائد على الورق أم في الميدان؟ أزمة محمد الشناوي تهز مبادئ الأهلي

في الأهلي، نحن لا نعتمد على أسماء بل على نظام، القائد هو من يضع مصلحة الفريق قبل مصلحته الشخصية، ويظل قدوة للاعبين داخل الملعب وخارجه

هذا الشعار الذي طالما تبنّاه النادي الأهلي على مدار تاريخه قد تعرّض لاهتزاز كبير مع واقعة استبعاد محمد الشناوي، قائد الفريق وحارسه الأول، من لقاء البنك الأهلي، لم يكن الاستبعاد بسبب إصابة أو ظروف فنية، بل بناءً على طلب اللاعب نفسه، بعد رفضه الجلوس على دكة الاحتياط لصالح مصطفى شوبير، فهل يحق لقائد فريق بحجم الأهلي، النادي الأكبر في إفريقيا، أن يتصرف بهذه الطريقة؟ وما هي الرسالة التي يرسلها هذا التصرف لبقية اللاعبين، خاصة الشباب مثل كهربا وإمام عاشور؟

القائد الحقيقي.. دور يتخطى الكرات والأهداف

لطالما كان قائد الفريق في الأهلي نموذجًا للانضباط، المسؤولية، والتضحية، القيادة ليست مجرد شارة تُحمل على الذراع، بل موقف وقيمة، التاريخ يشهد على أسماء مثل صالح سليم، محمود الخطيب، وحسن حمدي، الذين جسدوا معنى القيادة الحقيقية، حتى في العصر الحديث، لم يكن نجوم مثل وائل جمعة أو عمرو السولية يشعرون بالحرج من الجلوس على دكة البدلاء عندما تتطلب المصلحة العامة ذلك.

لكن أن يرفض قائد بحجم محمد الشناوي الجلوس على دكة الاحتياط، فهذا يفتح بابًا للنقاش: هل باتت القيادة في الأهلي تُقاس بالمكانة الشخصية أم بروح الفريق؟

أزمة الشناوي.. حق شخصي أم تصرف غير مسؤول؟

محمد الشناوي ليس مجرد لاعب في الأهلي؛ هو حارس مصر الأول وأحد رموز الفريق في السنوات الأخيرة، تصديه البطولي لركلات الترجيح في كأس العالم للأندية 2021 أمام بالميراس وغيرها من المباريات جعله في قلوب جماهير الأهلي، ومع ذلك، فإن ماضي الإنجازات لا يمنح أي لاعب، مهما كان، الحق في وضع مصالحه الشخصية فوق مصلحة الفريق.

رفض الشناوي الجلوس احتياطيًا يثير العديد من التساؤلات:

إذا كان قائد الفريق لا يتقبل قرارات الجهاز الفني، كيف يمكن أن يُطلب من اللاعبين الآخرين الالتزام بها؟

ما هي الرسالة التي تصل إلى اللاعبين الشباب مثل إمام عاشور أو محمود كهربا، اللذين يبذلان جهودًا للانضباط والالتزام بعد سلسلة من الأزمات؟

دروس من القادة.. وائل جمعة وعمرو السولية

في السنوات الماضية، شاهدنا لاعبين مثل سيد معوض وعمرو السولية يتعاملون مع أدوارهم في الفريق بأعلى درجات الاحترافية، وائل جمعة، الذي يُلقب بـ”الصخرة”، كان يُجلس أحيانًا على الدكة رغم خبراته وإمكاناته، لكنه لم يشتكِ أو يضع شروطًا؛ بل كان يدخل المباريات ليُثبت جدارته حين تُتاح له الفرصة.

نفس الأمر ينطبق على عمرو السولية، الذي يُعد حاليًا من أبرز قادة الأهلي داخل وخارج الملعب، السولية، رغم قيمته الفنية والخبرات التي يمتلكها، يجلس على دكة البدلاء دون اعتراض، تاركًا القرار للجهاز الفني.

مقارنة مع كهربا وإمام عاشور.. تناقض صارخ

واحدة من أكثر المفارقات التي تثير الانتباه في أزمة الشناوي هي تناقضها مع مواقف لاعبين مثل محمود كهربا وإمام عاشور، اللذين عُرفا في السابق بمشاكل انضباطية، كهربا تحديدًا كان أحد أكثر اللاعبين إثارة للجدل، سواء داخل الأهلي أو خارجه، ومع ذلك، نجح اللاعب في الفترة الأخيرة في تعديل سلوكه، والالتزام بقرارات الجهاز الفني.

إمام عاشور، القادم من الزمالك بسمعة صاخبة، أظهر في الفترة الأخيرة اعتراض على عدم المشاركة وتمت معاقبته بغرامة مالية كبيرة تقدر بمليون جنيه، فكيف يمكن لهؤلاء اللاعبين أن يكونوا في طريق الانضباط بينما قائد الفريق يُظهر عدم تقبل لقرارات فنية قد تكون في صالح الجميع؟

القيادة والاحترافية.. ما الذي يميّز الأهلي؟

النادي الأهلي يمتلك منظومة تستند إلى المبادئ والانضباط، هذه المبادئ لا تُعفي أحدًا من المحاسبة، مهما كان اسمه أو مكانته. القائد الحقيقي هو من يتقبل القرارات، يدعم زملاءه، ويُحفزهم على تقديم الأفضل، ما حدث من الشناوي يضرب هذه القيم في مقتل، ويهدد بإشعال حالة من الفوضى داخل الفريق.

الأهلي سبق وأن تعامل مع أسماء كبيرة بنفس الصرامة، من ينسى موقف الإدارة مع حسام غالي عندما ارتكب خطأ، رغم مكانته كأحد أساطير الفريق؟ القيادة في الأهلي ليست حقًا مكتسبًا بل مسؤولية يجب أن تُحترم.

التداعيات المستقبلية.. إصلاح الموقف قبل فوات الأوان

ما حدث قد يُضعف صورة الشناوي كقائد للفريق، إذا لم يتم التعامل مع الموقف بحزم من قِبل الإدارة والجهاز الفني، فقد يُفتح الباب أمام لاعبين آخرين لتحدي القرارات الفنية. المطلوب الآن:

1. إعادة النظر في دور الشناوي كقائد: قد يكون الوقت قد حان لتسليم شارة القيادة للاعب أكثر قبولاً للقرارات.

2. توضيح موقف النادي: يجب على الأهلي أن يرسل رسالة واضحة بأن مصلحة الفريق تأتي أولاً.

3. جلسة تصفية أجواء: يجب أن يعقد الجهاز الفني والإدارة جلسة مع الشناوي لمناقشة الأمر ووضع خطوط واضحة للمستقبل.

الختام.. شارة القيادة ليست تذكرة للكبرياء

محمد الشناوي هو أحد أعمدة الأهلي، لكن كرة القدم لعبة جماعية، القائد الحقيقي لا يخشى الجلوس احتياطيًا لأن قيمته لا تُقاس بعدد المباريات التي يبدأها، بل بتأثيره الإيجابي على زملائه وفريقه، الأهلي، ككيان، أكبر من أي لاعب، وإذا كان هناك درس يجب أن يتعلمه الشناوي، فهو أن القيادة الحقيقية تبدأ بالتضحية والتواضع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى