من ميامي إلى الرياض.. ميسي ورونالدو وجهاً لوجه بأرقام نارية بعد 50 مباراة خارج أوروبا
حين يترجل الأساطير عن مسرح القارة العجوز، لا تنطفئ أنوارهم، بل تشتعل في سماء جديدة. ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، الوجهان الأبرز لكرة القدم الحديثة، كتبا فصلًا جديدًا من قصتهما الخرافية، ولكن هذه المرة على أرضيات غير أوروبية.
ميسي حمل عباءته السحرية إلى إنتر ميامي الأمريكي صيف 2023، بينما كان رونالدو قد مهد الطريق قبلها بعام بالانتقال إلى النصر السعودي في نهاية 2022، عقب نهاية علاقة متوترة مع مانشستر يونايتد.
وبينما تخطى كل منهما حاجز الـ50 مباراة مع ناديه الجديد، آن الأوان لنضع الأرقام على الطاولة، ونقارن إنجازات من لطالما رفع سقف التوقعات إلى حدود السماء. هل احتفظ ميسي ورونالدو بلمعان أسطورتيهما في محيطات جديدة، أم أن الزمن بدأ يترك بصمته على صراعهما الأزلي؟
ميسي.. البرغوث يصنع إمبراطورية في ميامي
لم ينتظر ليونيل ميسي كثيرًا ليثبت أنه أكبر من كل الشكوك. بعد تجربة متباينة مع باريس سان جيرمان، جاء إلى الدوري الأمريكي وكأنه يمتلكه بالوراثة.
في 50 مباراة مع إنتر ميامي، أحرز “البرغوث” 42 هدفًا، بمعدل هدف كل 92.9 دقيقة، وقدم 20 تمريرة حاسمة، ليصل إجمالي مساهماته الهجومية إلى 62.
الأهم أن ميسي احتفظ بهويته: هدفان فقط من ركلات جزاء، مقابل ثلاثة أهداف من ركلات حرة مباشرة، مما يعكس التنوع والإبداع الذي ميز مسيرته دومًا.
رونالدو.. الدون يُشعل سماء الرياض
أما كريستيانو رونالدو، فقد كان على الموعد مع التحدي، وكعادته لا يعرف أنصاف الحلول. انتقل إلى النصر السعودي وكأنما حمل معه شغف قارة كاملة.
في 50 مباراة مع “العالمي”، سجل “الدون” 44 هدفًا بمعدل هدف كل 101.4 دقيقة، وصنع 13 هدفًا، بمجموع 57 مساهمة مباشرة.
رونالدو، المعروف بقسوته داخل الصندوق، سجل 12 هدفًا من علامة الجزاء وأحرز هدفين من ركلات حرة، ليواصل تأثيره الكبير رغم تقدمه في السن.
صراع لا ينتهي
بين الشرق والغرب، بين ميامي والرياض، يواصل ميسي ورونالدو كتابة الحكاية التي ظن العالم أنها انتهت برحيلهما عن أوروبا. أرقامهما تؤكد أن الأساطير لا تتقيد بجغرافيا ولا بزمن، وأن المنافسة بينهما، وإن اختلفت الملاعب، ستبقى وقودًا لكرة القدم العالمية لسنوات قادمة.
