كلاسيكو إعادة كتابة التاريخ.. فليك على خطى جوارديولا في معركة مونتجويك المصيرية
حين تعيد كرة القدم نفسها، فإنها لا تفعل ذلك من باب المصادفة، بل لأنها تعشق الدراما. وها هي الكرة تدور مرة أخرى لتضع فريق برشلونة أمام غريمه الأزلي ريال مدريد، في لحظة يبدو وكأنها خرجت من كتالوج الذكريات. ولكن الفارق هذه المرة؟ الاسم ليس جوارديولا… بل هانز فليك، المدرب الألماني الذي يسير بثقة وسط النيران، طامحًا لتكرار واحدة من أعظم ليالي البلوجرانا على الإطلاق.
في 2 مايو 2009، سقط ريال مدريد على أرضه بسداسية أحرجت تاريخه، في ليلة كتبت تحت توقيع بيب جوارديولا، والآن، بعد 16 عامًا بالتمام، تتشابه الظروف حد التطابق: برشلونة في الصدارة بفارق 4 نقاط، الكلاسيكو يُلعب في الجولة 35، والمنافسة على لقب الليجا تشتعل في كل زاوية من زوايا إسبانيا. فهل يعيد فليك السيناريو؟ أم يتمرد التاريخ وتكتب مدريد صفحة مختلفة؟ هذا هو السؤال الذي تنتظره الملايين من الجماهير العاشقة للجنون الكروي.
في قلب كتالونيا، وعلى أرض ملعب “مونتجويك”، يستعد فريق برشلونة لاستضافة ريال مدريد في كلاسيكو الجولة 35 من الدوري الإسباني، في مباراة تحمل طابعًا تاريخيًا وثقيلًا من الذكريات، خاصة لعشاق البلوجرانا.
يدخل برشلونة المواجهة متصدرًا جدول ترتيب الليجا برصيد 79 نقطة، مبتعدًا عن ريال مدريد الذي يلاحقه في المركز الثاني برصيد 75 نقطة. السيناريو لا يبدو جديدًا، بل هو نسخة كربونية من موسم 2008-2009، عندما دخل الفريق الكتالوني مباراة الجولة 34 في صدارة الجدول بفارق 4 نقاط عن الفريق الملكي. يومها، دخل جوارديولا المباراة بقميص الفيلسوف وخرج منها بلقب الأسطورة، بعد أن أمطر شباك الريال بسداسية مقابل هدفين، في واحدة من أكثر ليالي البرنابيو ظلمة في تاريخه الحديث.
السداسية لم تكن مجرد ثلاث نقاط، بل كانت صفعة مدوية أنهت طموحات ريال مدريد في مهدها، وألقت بهم في دوامة من الهزائم استمرت لأربع مباريات متتالية، جعلت برشلونة يحسم اللقب بفارق 9 نقاط مريحة.
اليوم، يقف هانز فليك في مكان جوارديولا قبل 16 عامًا، أمام مرآة التاريخ. كل الظروف تخدمه: تفوق نقطي، ضغط جماهيري، ودافع قوي لقتل المنافسة قبل ثلاث جولات من نهاية المشوار. الفوز سيمنح برشلونة 7 نقاط كاملة من الأمان، وسيدفع ريال مدريد نحو هاوية الشك والإرهاق النفسي، تمامًا كما حدث في نسخة 2009.
لكن ريال مدريد، وكما نعرفه، لا يموت بسهولة. أنشيلوتي ولاعبيه يدركون أن أي تعثر يعني خسارة اللقب بشكل شبه رسمي، وسيحاولون قلب الطاولة على أبناء كتالونيا داخل معقلهم الجديد.
فليك ليس جوارديولا، لكن الليلة، قد تكون فرصته ليكونه. في كرة القدم، لا تحتاج لأن تكون الأصل… يكفي أن تؤدي الدور بإتقان.



