كولر لا يتعلم… نفس الأخطاء نفس النهاية

لم يكن خروج النادي الأهلي من نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا مفاجئًا بالنسبة لي، بل كان متوقعًا منذ صافرة نهاية مباراة الذهاب، وقتها، وبينما احتفل البعض بالنتيجة، قلتها صريحة: “يا جماعة، لا تفرحوا كثيرًا، الطريق إلى التأهل لا يزال محفوفًا بالمخاطر”.
كنت أشعر بأن الهدف القاتل قادم في اللحظات الأخيرة، وهذا ما حدث حرفيًا، وكأن السيناريو كُتب من قبل، العودة إلى مشهد مباراة أورلاندو في دور المجموعات لم تكن مجرد استرجاع لذكرى عابرة، بل كانت ناقوس خطر دق في رأسي مبكرًا، أخبرت مارسيل كولر بوضوح: “ما حدث أمام أورلاندو قد يتكرر”، لكن رده كان مليئًا بثقة مفرطة: “صنداونز ليس أورلاندو”. وثقة الرجل تحولت إلى استهانة، والاستهانة كانت مفتاح الكارثة.
ركن الحافلة أمام صن داونز؟ خطأ لا يُغتفر
أكبر خطأ ارتكبه كولر، في رأيي، كان اتخاذه لقرار دفاعي مفرط عقب تسجيل الأهلي هدفًا في مباراة العودة، بدلاً من استثمار الأفضلية ومواصلة الضغط، قرر الفريق التراجع والاعتماد على الدفاع، وكأننا نواجه فريقًا ضعيفًا لا يقوى على العودة، في حين أن الواقع يقول إنك تواجه واحدًا من أقوى فرق القارة: ماميلودي صن داونز.
الأهلي فريق يُعرف بالمبادرة، بالضغط، بالهيمنة. ليس من طبعه أن ينتظر، أن يتقوقع، أن يلعب بأسلوب “ركن الحافلة”. هذا السلوك لا يشبه الأهلي، ولا يشبه عقلية النادي التي تربى عليها الجمهور منذ عقود.
الأخطاء تتكرر… وكأن المدرب لا يتعلم
استقبال الأهلي للأهداف في الدقائق الأخيرة لم يكن حادثة استثنائية، بل أصبح عادة متكررة، سواء في الدوري أو البطولة القارية، السيناريو ذاته يتكرر، والدروس لا تُستوعب، وهنا نستحضر المقولة الشهيرة: “الغباء هو أن تكرر نفس الأفعال وتتوقع نتائج مختلفة”. وهذا بالضبط ما فعله كولر مرارًا وتكرارًا.
نعم، لا يمكن إنكار أن كولر قدم فترات جيدة، حقق بطولات، وحقق أرقامًا، ولكن، ماذا تفيد البطولات حين تتكرر الأخطاء وتُهدر الفرص التاريخية؟ ماذا يعني النجاح إذا لم يصاحبه تطور في الفكر، ومرونة في الأسلوب، وقدرة على التصرف في المواقف الحرجة؟
هل آن الأوان لوداع كولر؟
في رأيي، نعم، العلاقة وصلت إلى نهايتها المنطقية، شكرًا مارسيل كولر على كل ما قدمته. لقد اجتهدت، ونجحت في أوقات، وأخفقت في أخرى، لكن الأهلي يحتاج اليوم إلى مدرب بعقلية مختلفة، مدرب يقرأ المباراة قبل أن يُقرأ، ويتحرك قبل أن يفوت الأوان، ويجيد التغيير حين تشتد الأزمة.
النادي الأهلي لا ينتظر، ولا يركن الدفاع، ولا يُسَيِّر المباريات بالأمنيات. الأهلي يصنع الفارق، ويقود، ويرهب، لا يُرهب. نأمل أن يكون القادم على قدر الحلم، وعلى قدراسم هذا الكيان العريق.
I never thought about it that way—thanks for the insight!