كونتي.. الجنرال الذي غزا إيطاليا بثلاث رايات

في كرة القدم، هناك مدربون يكتفون بتدوير التشكيلات، وآخرون يخلّدون أسماءهم بنقطة في الهامش، لكن أنطونيو كونتي ليس من هؤلاء ولا أولئك؛ هو حالة كروية متفردة، ظاهرة فنية تحمل توقيع الانتصار حيثما حلّت. مدرب لا يدخل غرفة الملابس ليُدير اللاعبين، بل ليحوّلهم إلى محاربين، لا يهم الشعار على الصدر، ما دام على الدكة يقف رجلٌ اسمه “كونتي”.
هو ليس مجرد مدرب يحقق البطولات، بل يصنع الهيبة. ليس رجل خطط فقط، بل زعيم يزرع في لاعبيه شراسة لا تهدأ حتى بعد صافرة النهاية. في زمنٍ ندر فيه القادة، خرج علينا كونتي هذا الموسم بملحمةٍ جديدة كتب فصولها من الجنوب الإيطالي، ليحمل نابولي من زخم التحدي إلى صدارة المجد، ويفرض نفسه على صفحات التاريخ كأول من يعتلي عرش الكالتشيو بثلاث رايات مختلفة.
من يوفنتوس إلى إنتر ميلان، والآن نابولي.. وكأن الرجل وُلد ليحكم! لم يُمهل منافسيه وقتًا لالتقاط الأنفاس، ولم ينتظر سنوات ليبني مشروعًا يتكئ على الأعذار، بل فعل ما يفعله الكبار فقط: فرض شخصيته، نظم الصفوف، أعاد تشكيل الروح، وأعلن أن الكالتشيو لا يُنتزع إلا بأسنان الأسود.
أنطونيو كونتي لم يُتوج فقط بلقب جديد، بل أطلق صرخة مدوية في وجه كرة القدم الحديثة: “لا زال هناك مكان للمدربين الذين يصنعون الفارق بأنفسهم”. وما فعله مع نابولي في موسم 2024-2025 ليس إنجازًا فحسب، بل انقلابٌ كروي على قواعد الواقع.



